للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ- ٩٠- إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ- ٩١ «٣» .

وما اكثر الاخطاء التي تحدث فى المجتمع، لكن القرآن يضع العلاج الحاسم لكل خطا، حتى يحفظ المجتمع من استمرار الخطا او تكرار الجريمة.

فهذا عَيَّاش بن أَبِي رَبِيعَة بن المغيرة الْمَخْزُومِيّ، يقتل مؤمنا خطا، والقتيل هو الْحَارِث بن يزيد بن أَبِي أنيسة من بنى عامر بن لؤي، فينزل الوحى علاجا للمشكلة الحادثة، ونظاما متبعا فى أمثالها الى يوم الدين، يقول تعالى: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا «٤» .

وحينما قتل مقيس بن ضبابة الكناني ثم الليثي رجلا من قريش يقال له عمرو الفهري عامدا متعمدا- انزل الله الآية الكريمة التي يقول فيها: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً «٥» .

- ٢- اسباب النزول وشئون الاسرة

وقد تكون الحادثة سببا فى بيان حكم فى شان من شئون الاسرة او المجتمع:

فمن امثلة ذلك ان اهل الجاهلية كانوا لا يورثون البنات والصغار من الذكور ولكن القرآن كرم المراة فجعل لها نصيبا من الميراث، وكرم انسانية الإنسان فجعل نصيب الصغير والكبير سواء.

وحدث هذا التشريع اثر حادثة معينة، حتى تتشوف له النفوس وتستجيب له القلوب، فقد جاء فى تفسير مقاتل لقوله تعالى (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً)


(٣) ورد ذلك فى تفسير مقاتل: مخطوطة احمد الثالث ج ١ ورقة ١٠٧ ا، وانظر تحقيقي له:
١/ ٥٠٠. كما ورد فى اسباب النزول للواحدي: ١١٨ وقد ساق الواحدي ما رواه مقاتل ثم ساق روآية اخرى طويلة فى سبب نزول الآية. كما أورد السيوطي عدة روآيات فى اسباب نزول هذه الآية وما بعدها.
(٤) سورة النساء: ٩٢. وقد ورد سبب نزول الآية فى تفسير مقاتل مخطوطة احمد الثالث ج ١ ورقة ٨٢ ا. وانظر تحقيقي له: ١/ ٣٩٦- ٣٩٧.
(٥) سورة النساء: ٩٣، وقد أورد مقاتل القصة بطولها فى تفسيره ج ١ ورقة ٨٢ ب مخطوطة احمد الثالث، وانظر تحقيقي له: ١/ ٣٩٧- ٣٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>