للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم- فأكذبهم الله- تعالى- فقال- عز وجل-: «وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ» يعنى القرآن نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ- ١٩٣- يعني جبريل- عليه السلام- «أمين» فيما استودعه الله- عز وجل- من الرسالة إلى الأنبياء- عليهم السلام- نزله عَلى قَلْبِكَ ليثبت به قلبك يا محمد لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ- ١٩٤- أنزله بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ- ١٩٥- ليفقهوا ما فيه لقوله إنما يعلِّمه أبو فكيهة، وكان أبو فكيهة أعجميا، ثم قال- سبحانه-:

وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ- ١٩٦- يقول أمرُ محمدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونعتُه في كتب الأولين، ثم قال: أَوَلَمْ يَكُنْ محمد- صلى الله عليه وسلم- لَهُمْ آيَةً يعني لكفار مكة أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ- ١٩٧- يعنى ابن سلام وأصحابه وَلَوْ نَزَّلْناهُ [٥٥ أ] يعنى القرآن عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ- ١٩٨- يعني أبا فكيهة يقول لو أنزلناه على رجل ليس بعربي اللسان فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ على كفار مكة لقالوا ما نفقه قوله وما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ- ١٩٩- يعني بالقرآن مصدقين بأنه من الله- عز وجل- كَذلِكَ سَلَكْناهُ يعني هكذا جعلنا الكفر بالقرآن فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ- ٢٠٠- لا يُؤْمِنُونَ بِهِ يعنى بالقرآن حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ- ٢٠١- يعني الوجيع فَيَأْتِيَهُمْ العذاب بَغْتَةً يعني فجأة وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ- ٢٠٢- فيتمنون الرجعة والنظرة، فذلك قوله- سبحانه-: فَيَقُولُوا يعني كفار مكة هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ- ٢٠٣- فنعتب ونراجع فلما أوعدهم النبي- صلى الله عليه وسلم- العذاب، قالوا فمتى هذا العذاب تكذيبا به، يقول الله- عز وجل- أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ- ٢٠٤- أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ- ٢٠٥- في الدنيا ثُمَّ جاءَهُمْ بعد ذلك العذاب ما كانُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>