للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المصدقين بتوحيد الله- عز وجل- حين قال لها: «إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ» وَقالَتْ أم موسى: لِأُخْتِهِ يعني أخت موسى لأبيه وأمه، واسمها مريم قُصِّيهِ يعني قصي أثره في البحر «١» وهو في التابوت يجري فى الماء حتى تعلمي علمه من يأخذه فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ يعني كأنها مجانبة له بعيدا من أن ترقبه كقوله- تعالى-: « ... وَالْجارِ الْجُنُبِ ... » «٢» يعني بعيدا منهم من قوم آخرين وعينها إلى التابوت معرضة بوجهها [٦٤ أ] عنه إلى غيره وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ- ١١- أنها ترقبه وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ أن يصير إلى أمه، وذلك أنه لم يقبل ثدي امرأة فَقالَتْ أخته مريم هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ يعني يضمنون لكم رضاعه وَهُمْ لَهُ للولد ناصِحُونَ- ١٢- هم أشفق عليه وأنصح له من غيره فأرسل إليها «٣» فجاءت فلما وجد الصبي ريح أمه قبل ثديها، فذلك قوله- عز وجل-: فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ لقوله: «إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ» «٤» ثم قال- تعالى-: وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يعني أَهْل مصر لا يَعْلَمُونَ- ١٣- بأن وعد الله- عز وجل- حق وَلَمَّا بَلَغَ موسى أَشُدَّهُ يعنى ثماني عشرة سنة وَاسْتَوى يعني أربعين سنة «٥» آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً يقول أعطيناه علما وفهما وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ- ١٤- يقول هكذا نجزى من أحسن


(١) فى أ: الجد، وفى ف، الحد، وفى ز: البحر.
(٢) سورة النساء: ٣٦.
(٣) كذا فى أ، ز، ف، والضمير عائد على الأم وإن لم يسبق ذكرها لفظا، والأنسب فأرسل إلى أمه.
(٤) سورة القصص: ٧.
(٥) من أ، ل، وفى ز: «وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ» لثمان عشرة سنة إلى أربعين سنة «واستوى» ابن ثلاثين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>