للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسول بالعذاب بأنه نازل بهم في الدنيا إن لم يؤمنوا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى يعني معذبي أهل القرى في الدنيا إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ- ٥٩- يقول إلا وهم «مذنبون» «١» يقول لم نعذب على غير ذنب وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ يقول وما أعطيتم من خير يعني به كفار مكة فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها يقول تمتعون في أيام حياتكم، فمتاع الحياة الدنيا وزينتها إلى فناء وَما عِنْدَ اللَّهِ من الثواب خَيْرٌ وَأَبْقى يعني أفضل وأدوم لأهله مما أعطيتم في الدنيا أَفَلا «تَعْقِلُونَ» «٢» - ٦٠- أن الباقي خير من الفاني الذاهب أَفَمَنْ وَعَدْناهُ يعني أفمن وعده الله- عز وجل- يعني النبي- صلى الله عليه وسلم- في الدنيا وَعْداً حَسَناً [٦٨ أ] يعني الجنة فَهُوَ لاقِيهِ فهو معاينه يقول مصيبه كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا

بالمال ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ- ٦١- النار يعني أبا جهل بن هشام- لعنه الله- ليسا بسواء، نظيرها في الأنعام وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ يعني كفار مكة فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ- ٦٢- في الدنيا أن معي شريكا قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ يعني وجب عليهم كلمة العذاب وهم الشياطين، حق عليهم القول يوم قال الله- تعالى ذكره- لإبليس « ... لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ» «٣» فقالت الشياطين في الآخرة رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا يعنون كفار بني آدم يعني هؤلاء الذين أضللناهم كما ضللنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ منهم يا رب ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ- ٦٣- فتبرأت الشياطين ممن كان يعبدها وَقِيلَ لكفار


(١) فى أ: يذنبون، وفى ز: مذنبون.
(٢) فى أ: «يعقلون» .
(٣) سورة الأعراف: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>