للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ «١» - ٩- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ نزلت في عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عمرو بن مخزوم القرشي، وذلك أن عياشا أسلم فخاف أهلَ بيته فهرب إلى المدينة بدينه قبل أن يهاجر النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إليها فحلفت أمه أسماء بنت مخرمة بن أبي جندل بن نهشل التميمي ألا تأكل ولا تشرب ولا تغسل رأسها ولا تدخل «كنا» «٢» حتى يرجع إليها فصبرت ثلاثة أيام ثم أكلت وشربت فركب أبو جهل عدو الله والحارث ابنا هشام وهما أخواه لأمه وهما بنو عم حتى أتيا المدينة فلقياه فقال أبو جهل لأخيه عياش:

قد علمت أنك كنت أحب إلى أمك من جميع ولدها وآثر عندها- لأنه كان أصغرهم سنا، وكان بها بارا- وقد حلفت أمك ألا تأكل «٣» ولا تشرب ولا تغسل رأسها ولا تدخل بيتا حتى ترجع إليها، وأنت تزعم أن في دينك بر الوالدين، فارجع إليها فإن ربك الذي بالمدينة هو بمكة فاعبده بها. فأخذ عياش عليهم المواثيق ألا يحركاه «٤» ، فاتبعهما، فأوثقاه ثم جلده كل واحد منهما مائة جلدة حتى يبرأ من دين محمد- صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله- عز وجل- في عياش «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ» يعني صدقنا بتوحيد الله- «فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ» يعنى ضربهما إياه «جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ» يقول جعل عذاب الناس فى الدنيا


(١) الآية ٩ من سورة العنكبوت ساقطة من أ، ف، ز، ل، لأنها أدمجت مع الآية ٧ ولم تذكر فى مكانها.
(٢) وردت هكذا فى الأصل.
(٣) فى أ: لا تأكل، ز: ألا تأكل.
(٤) كذا فى أ، ز، ف، ل. والمراد ألا يحركاه عن دينه ولا يزحزحاه عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>