للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَى قَيْصَرَ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً لا تَحْمِلُهَا الْبُرُدُ «١» وَلا تَبْلُغُهَا الصُّحُفُ فَالْقَنِي وَلا تَلْقَنِي إِلا فِي خَمْسِينَ رُومِيًّا فَإِنِّي أَلْقَاكَ فى خمسين فارسيا فأقبل قيصر فى خمسمائة أَلْفِ رُومِيٍّ فَجَعَلَ يَبُثُّهُمْ فِي الطُّرُقِ وَبَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْعُيُونَ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ مَكْرًا مِنْهُ حَتَّى أَتَتْهُ عُيُونُهُ أَنْ لَيْسَ مَعَهُ إِلا خَمْسِينَ رَجُلا ثُمَّ بُسِطَتْ لَهُمْ «بُسُطٌ» «٢» فَمَشَيَا عَلَيْهَا وَنَزَلا عَنْ بِرْذَوْنَيْهِمَا إِلَى قُبَّةٍ من ديباج ضربت «لهما» «٣» عراها ذهب وَأَزْرَارُهَا فِضَّةٌ وَأَطْنَابُهَا إِبْرِيسِمُ مَعَ أَحَدِهِمَا سِكِّينٌ نصلبها زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ وَقِرَابُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَمَعَ الآخَرِ سكين نصابها من فارهرة خَضْرَاءَ وَقِرَابُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَدَعَوْا تَرْجُمَانًا بَيْنَهُمَا فقال شهر بران لِقَيْصَرَ: إِنَّ الَّذِينَ كَسَرُوا شَوْكَتَكَ وَأَطْفَئُوا جَمْرَتَكَ وَخَرَّبُوا مَدَائِنَكَ وَقَطَّعُوا شَجَرَكَ أَنَا وَأَخِي بِكَيْدِنَا وَشَجَاعَتِنَا وَإِنَّ كِسْرَى حَسَدَنَا عَلَى ذَلِكَ وَأَرَادَنِي عَلَى قَتْلِ أَخِي وَأَرَادَ أَخِي عَلَى قَتْلِي فَأَبَيْنَا فَخَالَفْنَاهُ جَمِيعًا فَنَحْنُ نُقَاتِلُهُ مَعَكَ فَقَالَ: أَصَبْتُمَا فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا إِلَى الآخَرِ السِّرُّ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَإِذَا جَاوَزَهُمَا فَشَا فَقَتَلا التَّرْجُمَانَ بِسِكِّينَيْهِمَا وَأَهْلَكَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- كِسْرَى وَجَاءَ الْخَبَرُ إِلَى النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فَفَرِحَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومن معه «بظهور الروم» «٤» وبأخذ الحظ فَذَلِكَ قَوْلُهُ- عَزَّ وَجَلَّ-.

«وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ»

«٥» .


(١) البرد جمع بريد.
(٢) «بسط» : زيادة اقتضاها السياق. [.....]
(٣) فى ز: «لهما البردانيك» وفى أ: لهما الدرابيك.
(٤) فى أ: «بذلك من ظهور الروم» ، وفى ز: «بظهور الروم» .
(٥) سورة الروم: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>