للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول يجعل الريح السحاب قطعا يحمل بعضها على بعض فيضمه ثم يبسط السحاب [٨٠ ب] في السماء كيف يشاء الله- تعالى-، إن شاء بسطه على مسيرة يوم أو بعض يوم أو مسيرة أيام يمطرون، فذلك قوله- عز وجل- فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ يعني المطر يخرج مِنْ خِلالِهِ يعني من خلال السحاب فَإِذا أَصابَ بِهِ يعني بالمطر مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ- ٤٨- يعني إذا هم يفرحون بالمطر عليهم وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ «عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ» «١» يعني من قبل نزول المطر في السنين السبع حين قحط عليهم المطر لَمُبْلِسِينَ- ٤٩- يعني آيسين من المطر فَانْظُرْ يا محمد إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ يعنى النبت من آثار المطر كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها بالمطر فتنبت من بعد موتها حين لم يكن فيها نبت، ثم دل على نفسه فقال: إِنَّ ذلِكَ يقول إن هذا الذي فعل ما ترون لَمُحْيِ الْمَوْتى في الآخرة فلا تكذبوا بالبعث يعني كفار مكة، ثم قال- تعالى-:

وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- ٥٠- من البعث وغيره، ثم وعظهم ليعتبروا فقال- عز وجل-: وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً على هذا النبت الأخضر فَرَأَوْهُ النبت مُصْفَرًّا من البرد بعد الخضرة «لَظَلُّوا» «٢» مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ- ٥١- «برب» «٣» هذه النعم، ثم عاب كفار مكة فضرب لهم مثلا فقال- عز وجل-: فَإِنَّكَ يا محمد لا تُسْمِعُ الْمَوْتى النداء فشبه الكفار بالأموات يقول فكما لا يسمع الميت النداء فكذلك الكفار لا يسمعون


(١) ما بين القوسين « ... » : ساقط من الأصل.
(٢) فى: يعنى لمالوا، وفى حاشية ا: فى الأصل لمالوا، والمثبت من ا. [.....]
(٣) فى الأصل: رب.

<<  <  ج: ص:  >  >>