للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف سنة كل ذلك في يوم من أيام الدنيا ذلِكَ يعنى هذا الذي ذكر من هذه الأشياء عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ [٨٤ ب] الْعَزِيزُ في ملكه الرَّحِيمُ- ٦- بخلقه مثلها في يس « ... ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ» «١» ثم قال لنفسه- عز وجل-: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ يعني علم كيف يخلق الأشياء من غير أن يعلمه أحد وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ يعني آدم- عليه السلام- مِنْ طِينٍ- ٧- كان أوله طينا، فلما نفخ فيه الروح صار لحما ودما ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ يعني ذرية آدم- عليه السلام- مِنْ سُلالَةٍ يعنى النطفة التي تسل من الإنسان مِنْ ماءٍ مَهِينٍ- ٨- يعني بالماء النطفة، ويعني بالمهين الضعيف، ثم رجع إلى آدم في التقديم فقال- تعالى-: ثُمَّ سَوَّاهُ يعني ثم سوى خلقه وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ثم رجع إلى ذرية آدم- عليه السلام- فقال- سبحانه-: وَجَعَلَ لَكُمُ يعني ذرية آدم- عليه السلام- بعد النطفة السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ- ٩- يعني بالقليل أنهم لا يشكرون رب هذه النعم في حسن خلقهم فيوحدونه. تقول العرب: «إنك لقليل الفهم» يعني لا يفهم ولا يفقه.

وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا يعنى هلكنا فِي الْأَرْضِ وكنا ترابا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ: إنا لمبعوثون خلقا جديدا بعد الموت يعنون البعث ويعنون كما كنا تكذيبا بالبعث «٢» نزلت في أبي بن خلف، وأبي الأشدين اسمه أسيد بن كلدة ابن خلف الجمحي، ومنبه ونبيه ابني الحجاج يقول الله- عز وجل- بَلْ نبعثهم


(١) سورة يس: ٣٨، وفى ا: الرحيم.
(٢) من ا. وفى ز: «وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ» يعنى هلكنا فى الأرض وكنا ترابا «أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ» بعد الموت يعنون البعث ونعود كما كنا تكذيبا بالبعث.

<<  <  ج: ص:  >  >>