للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال للنبي- صلى الله عليه وسلم-، ما أرسل الله إلينا رسولا، وما أنت برسول وتابعه كفار مكة على ذلك فأقسم الله- عز وجل- بالقرآن الحكيم يعني المحكم من الباطل: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ- ٢- إِنَّكَ يا محمد لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ- ٣- عَلى صِراطٍ على طريق مُسْتَقِيمٍ- ٤- دِين الْإِسْلام لأن غير دِين الْإِسْلام لَيْسَ بمستقيم، ثم قال: هذا القرآن هو تَنْزِيلَ من الْعَزِيزِ في ملكه الرَّحِيمِ- ٥- بخلقة لِتُنْذِرَ قَوْماً بما في القرآن من الوعيد ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ الأولون فَهُمْ غافِلُونَ- ٦- لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ لقوله لإبليس: « ... لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ... » «١» لقد حق القول لقد وجب العذاب على أكثر أهل مكة فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ- ٧- لا يصدقون بالقرآن إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ- ٨- وذلك أن أبا جهل بن هشام حلف لئن رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- ليدمغنه، فأتاه أبو جهل وهو يصلي ومعه الحجر فرفع الحجر ليدمغ النبي [١٠٥ ب]- صلى الله عليه وسلم- فيبست يده «والتصق» «٢» الحجر بيده فلما رجع إلى أصحابه خلصوا يده فسألوه فأخبرهم بأمر الحجر، فقال رجل آخر من بنى المغيرة المخزومي، أنا أقتله. فأخذ الحجر، فلما دنا من من النبي- صلى الله عليه وسلم- طمس الله- عز وجل- على بصره فلم ير النبي- صلى الله عليه وسلم- وسمع قراءته «٣» فرجع إلى أصحابه فلم يبصرهم حتى نادوه، فذلك قوله- عز وجل-: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا حين لم يروا


(١) سورة ص: ٨٥.
(٢) فى الأصل: «التزق» .
(٣) فى أ: قرآنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>