للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ- ٣٧- بالليل، مثل قوله- عز وجل-:

« ... الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ «١» مِنْها ... » وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها لوقت لها إلى يوم القيامة،

قال أبو ذر الغفاري: غربت الشمس يوما، فسألت النبي- صلى الله عليه وسلم- أين تغرب الشمس؟ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- تغرب في عين حمئة وطينة سوداء، ثم تخر ساجدة تحت العرش فتستأذن فيأذن لها فكأن قد قيل لها ارجعي إلى حيث تغربين «٢» .

ذلِكَ الذي ذكر من الليل والنهار، والشمس والقمر يجري في ملكه بما قدر من أمرهما وخلقهما تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ- ٣٨- ثم قال- عز وجل-:

وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ فى السماء يزيد، ثم يستوي، ثم ينقص في آخر الشهر حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ حتى عاد مثل الخيط كما يكون أول ما استهل فيه «كالعرجون» يعني العذق اليابس المنحني الْقَدِيمِ- ٣٩- الذي أتى عليه الحول. ثم قال- جل وعز-: لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ فتضيء مع ضوء القمر، «لأن» «٣» الشمس سلطان النهار، والقمر سلطان الليل، ثم قال- عز وجل-: وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ يقول «ولا يدرك» «٤» سواد الليل


(١) سورة الأعراف: ١٧٥.
(٢)
الحديث فى البخاري بلفظ آخر هو: «عن أبى هريرة- رضى الله عنه- قال: «خرجت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والشمس على سعف النخيل. فقال لي: يا أبا هريرة، ما بقي من الدنيا إلا كما بقي من يومكم هذا، أتدري أين تغيب هذه الشمس؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال إنها تذهب تحت ساق العرش فتستأذن فى السجود فيؤذن لها ثم تستأذن فى الشروق فيؤذن لها، وإنها توشك أن تستأذن فلا يؤذن لها فذاك قيام الساعة» .
أو كما قال: [.....]
(٣) «لأن» : ساقطة من أ، وهي من ل.
(٤) فى أ: «ولا يدرى» ، ل: «ولا يدرك» ، وفى حاشية أ: «ولا يدرك» . محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>