للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ حافظات النظر من الرجال غير أزواجهن لا يرون غيرهم من العشق، ثم قال- جل وعز-: عِينٌ- ٤٨- يعنى حسان الأعين ثم شبهن «١» ببياض البيض الذي الصفرة في جوفه، فقال: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ- ٤٩- «فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ» «٢» يَتَساءَلُونَ- ٥٠- أي أهل الجنة حين يتكلمون، يكلم بعضهم بعضا يقول: قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ- ٥١- وذلك أن أخوين من بني إسرائيل اسم أحدهما فطرس والآخر سلخا ورث كل واحد منهما عن أبيه أربعة آلاف دينار، فأما أحدهما فأنفق ماله في طاعة الله- عز وجل-، والمشرك الآخر أنفق ماله في معصية الله- عز وجل- ومعيشة الدنيا، وهما اللذان «٣» ذكرهما «٤» الله- عز وجل- فى سورة الكهف «٥» .


(١) فى أ: شبهم.
(٢) فى أ: «فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ... » الآية.
(٣) فى أ: الذي، وفى ل: اللذان.
(٤) فى أ: ذكر، وفى ل: ذكرهما.
(٥) تبدأ فصتهما من الآية ٣٢- ٤٣ من سورة الكهف، حيث يقول- سبحانه-: «وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً، كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً، وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَراً وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً، وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً، قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً، وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً، فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً، أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً، وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً» وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً» .

<<  <  ج: ص:  >  >>