«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ» سورة الحجر: ٩. وقد تكفل الله بأن يجمع القرآن فى قلب النبي وأن يحفظ لسانه عند قراءته قال- تعالى-: «لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ» سورة القيامة: ١٦- ١٨. وبين الله أن النبي لا ينطق عن هواء ولا ينطق إلا بما جاءه به الوحى قال- تعالى-: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى، ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى، وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى» سورة النجم: ١- ٤. وقد ذكر الدكتور محمد حسين هيكل «قصة الغرانيق» فى الفصل السادس من كتاب «حياة محمد» . وخلاصتها أن النبي- صلّى الله عليه وسلم- جلس حول الكعبة فقرأ على قومه سورة النجم حتى بلغ قوله- تعالى-: «أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى» سورة النجم ١٩- ٢٠ فقرأ بعد ذلك «تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى ... » ثم مضى وقرأ السورة كلها وسجد فى آخرها. هنالك سجد القوم جميعا لم يتخلف منهم أحد. وأعلنت قريش رضاها عما تلا النبي ... ثم قال الدكتور هيكل: هذا حديث الغرانيق رواه غير واحد من كتاب السيرة، وأشار إليه غير واحد من المفسرين، ووقف عنده كثيرون من المستشرقين طويلا، وهو حديث ظاهر التهافت ينقصه قليل من التمحيص، وهو ينقض ما لكل نبى من العصمة فى تبليغ رسالات ربه فمن عجب أن يأخذ به [.....]