للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا لرسلهم: ما أنتم إلا بشر مثلنا، وما نحن إلا بشر مثلكم ألا أرسل الله ملائكة فهذا جدالهم كما قالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم- فَأَخَذْتُهُمْ بالعذاب فَكَيْفَ كانَ عِقابِ- ٥- يعنى عقابي أليس وجدوه حقا وَكَذلِكَ يعنى وهكذا عذبتهم، «وكذلك» حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ يقول وجبت كلمة العذاب من ربك عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ- ٦- حين قال لإبليس: «لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ» «١» . قوله:

الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ فيها إضمار وهم أول من خلق الله- تعالى- من الملائكة وذلك أن الله- تبارك وتعالى- قال فى سورة «حم عسق» «٢» « ... وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ... » «٣» «فاختص» «٤» في «حم» المؤمن، من الملائكة حملة العرش وَمَنْ حَوْلَهُ، يقول «ومن» «٥» حول العرش من الملائكة «واختص استغفار الملائكة بالمؤمنين» «٦» من أهل الأرض فقال: «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ» يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ يقول يذكرون الله بأمره وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ويصدقون بالله- عز وجل- بأنه واحد لا شريك له وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا حين قالوا: « ... فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا ... » «٧» وقالت الملائكة: رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ يعنى ملأت كل


(١) سورة ص: ٨٥.
(٢) فى: «عسق» ، وفى ل: «حم عسق» .
(٣) سورة الشورى: ٥.
(٤) فى ا: «فاختصر» ، وفى ل: «فاختص» .
(٥) فى ا: «ومن» ، وفى ل: «من» .
(٦) فى ا: «واختم باستغفار الملائكة للمؤمنين» وفى ل: «واختص بالاستغفار الملائكة للمؤمنين» .
(٧) سورة غافر: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>