للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لرسول» يعني «وما ينبغي» «١» لرسول «أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ» إلى قومه إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ يعني إلا بأمر الله [١٣٢ أ] فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ بالعذاب يعني القتل ببدر فيها تقديم قُضِيَ العذاب بِالْحَقِّ يعني لم يظلموا حين عفوا وَخَسِرَ هُنالِكَ يعني عند ذلك الْمُبْطِلُونَ- ٧٨- يعني المكذبين بالعذاب في الدنيا بأنه غير كائن، ثم ذكرهم صنعه ليعتبروا فيوحدوه، فقال- سبحانه-: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ يعني الإبل والبقر «لِتَرْكَبُوا مِنْها» «٢» وَمِنْها تَأْكُلُونَ- ٧٩- يعنى الغنم وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ في ظهورها، وألبانها، وأصوافها، وأوبارها، وأشعارها وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ يعني في قلوبكم وَعَلَيْها يعني الإبل والبقر وَعَلَى الْفُلْكِ يعني السفن تُحْمَلُونَ- ٨٠- ثم قال: يُرِيكُمْ آياتِهِ

فهذا الذي ذكر من الفلك والأنعام من آياته فاعرفوا توحيده بصنعه وإن لم تروه، ثم قال:

َيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ

- ٨١- أنه ليس من الله- عز وجل-، ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ليحذروا، فيوحدوه، فقال- تعالى-: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يعني قبل أهل مكة من الأمم الخالية يعني عادا وثمود وقوم لوط كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ من أهل مكة عددا وَأَشَدَّ قُوَّةً يعني بطشا وَآثاراً فِي الْأَرْضِ يعني أعمالا وملكا في الأرض فكان عاقبتهم العذاب فَما أَغْنى عَنْهُمْ مَا كانُوا يَكْسِبُونَ- ٨٢- في الدنيا حين نزل بهم العذاب يقول ما دفع عنهم العذاب أعمالهم الخبيثة فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ يعني بخبر العذاب أنه نازل بهم فَرِحُوا


(١) فى أ: «يعنى ينبغي» ، والأنسب: «وما ينبغي» .
(٢) «لِتَرْكَبُوا مِنْها» : ساقطة من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>