للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذكر ثمود، فقال: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ يعني بينا لهم فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى يقول اختاروا الكفر على الإيمان فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ يعني صيحة جبريل- عليه السلام- الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ- ١٧-[١٣٤ ب] يعني يعملون من الشرك، ثم قال: وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا بالتوحيد من العذاب الذي نزل بكفارهم وَكانُوا يَتَّقُونَ- ١٨- الشرك، قوله: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ- ١٩- نزلت في صفوان بن أمية الجمحي، وفي ربيعة، وعبد بالليل ابني عمرو الثقفيين «.........» إلى خمس آيات، ويقال «إن الثلاثة نفر» «١» صفوان بن أمية، وفرقد بن ثمامة، وأبو فاطمة «فَهُمْ يُوزَعُونَ» يعني يساقون إلى النار تسوقهم خزنة جهنم حَتَّى إِذا ما جاؤُها يعني النار وعاينوها قيل لهم أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون في الدنيا؟ قالوا عند ذلك « ... وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ» «٢» فختم الله على أفواهم وأوحى إلى الجوارح فنطقت بما كتمت الألسن من الشرك، فذلك قوله: شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ وأيديهم وأرجلهم بِما كانُوا يَعْمَلُونَ- ٢٠- من الشرك فلما شهدت عليهم الجوارح، «وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ» «٣» : قالت الألسن للجوارح لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا يعني الجوارح قالوا أبعدكم الله إنما كنا نجاحش عنكم فلم شهدتم علينا بالشرك ولم تكونوا تتكلمون في الدنيا قالُوا قالت الجوارح للألسن: أَنْطَقَنَا اللَّهُ اليوم الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ


(١) من ف، وفى أ: ويقال إن الثلاثة يعنى.
(٢) سورة الأنعام: ٢٣.
(٣) «وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ» : ساقط من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>