للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهم العذاب في الدنيا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ يعني المشركين لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ- ٢١- يعني وجيع، ثم أخبر بمستقر المؤمنين والكافرين في الآخرة فقال: تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا من الشرك وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ يعني العذاب في التقديم، ثم قال: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ يعنى بساتين الجنة لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ الذي ذكر من الجنة هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ- ٢٢-، ثم قال: ذلِكَ الَّذِي ذكر من الجنة «يُبَشِّرُ اللَّهُ» «١» عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ من الأعمال قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً يعني على الإيمان جزاء إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يقول إلا أن تصلوا قرابتي وتتبعوني وتكفوا عني الأذى ثم نسختها «٢» «قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ «٣» ... » ، قوله وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً يقول ومن يكتسب حسنة واحدة نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً يقول فضاعف له الحسنة الواحدة عشرا فصاعدا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لذنوب هؤلاء شَكُورٌ- ٢٣- لمحاسنهم القليلة حين يضاعف الواحدة عشرا فصاعدا. قوله: أَمْ يَقُولُونَ كفار مكة إن محمدا افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً حين زعم أن القرآن من عند الله نشق على النبي- صلى الله عليه وسلم- تكذيبهم إياه، يقول الله- تعالى-: فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ يقول يربط على قلبك فلا يدخل في قلبك المشقة من قولهم بأن محمدا كذاب مفتر


(١) فى أ: «يبشر الله به» .
(٢) لا تعارض بين الآيتين ولا نسخ فيهما عند الأصولين.
(٣) سورة نبأ: ٤٧ وتمامها: «قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>