للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على تكذيب قومه وكان يضرب حتى يغشى عليه، فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون شيئا، وإسحاق في أمر الذبح، ويعقوب في ذهاب بصره من حزنه على يوسف حين ألقي في الجب والسجن، وأيوب- عليه السلام- في صبره على البلاء، ويونس بن متى- عليه السلام- في بطن الحوت وغيرهم صبروا على البلاء، ومنهم اثنا عشر نبيا ببيت المقدس، فأوحى الله- تعالى- إليهم أني منتقم من بني إسرائيل بما صنعوا بيحيى بن زكريا فإن شئتم أن تختاروا أن أنزل بكم النقمة وأنجي بقية بنى إسرائيل وإن كرهتم أنزلت تلك النقمة والعقوبة بهم وأنجيتكم فاستقام رأيهم على أن ينزل بهم العقوبة وهم اثنا عشر وينجي قومهم فدعوا ربهم أن ينزل بهم العقوبة وينجي بني إسرائيل فسلط عليهم ملوك أهل الأرض فأهلكوهم فمنهم من نشر بالمنشار ومنهم من سلخ رأسه ووجهه ومنهم من رفع على الخشب ومنهم من أحرق بالنار ومنهم من شدخ رأسه وأمر نبيه- صلى الله عليه وسلم- أن يصبر كما صبر هؤلاء فإنه قد نزل بهم ما لم ينزل بك ثم قال: وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ وذلك أن كفار مكة، حين أخبرهم النبي- صلى الله عليه وسلم- بالعذاب سألوه متى هذا الوعد الذي تعدنا يقول الله- تعالى- لنبيه- صلى الله عليه وسلم- ولا تستعجل لهم بالعذاب كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا في الدنيا ولم يروها إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ يوم واحد من أيام الدنيا بَلاغٌ يعني تبليغ فيها يقول هذا الأمر بلاغ لهم فيها فَهَلْ يُهْلَكُ بالعذاب إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ- ٣٥- يعنى العاصون الله- عز وجل- فيما أمرهم من أمره ونهيه ويقال هذا الأمر هو بلاغ لهم بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عذاب أليم يعني وجيع لقولهم لهود:

<<  <  ج: ص:  >  >>