للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعنى القيامة أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً يعنى فجأة فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها يعني أعلامها يعني انشقاق القمر وخروج الدجال وخروج النبي- صلى الله عليه وسلم- فقد عاينوا هذا كله يقول فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ- ١٨- فيها تقديم يقول من أين لهم التذكرة والتوبة عند الساعة إذا جاءتهم وقد فرطوا فيها؟

فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ «وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلذنوب المؤمنين والمؤمنات» «١» يعني المصدقين بتوحيد الله والمصدقات لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ يعني منتشركم بالنهار وَمَثْواكُمْ- ١٩- يعني مأواكم بالليل وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا يعنى صدقوا بالقرآن لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ وذلك أن المؤمنين اشتاقوا إلى الوحي فقالوا هلا نزلت سورة؟ يقول الله- تعالى-: فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ يعني بالمحكمة ما فيها من الحلال والحرام وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ وطاعة الله والنبي- صلى الله عليه وسلم- وقول معروف حسن فرح بها المؤمنون، فيها تقديم، ثم ذكر المنافقين فذلك قوله:

رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يعني الشك في القرآن منهم عبد الله ابن أبي، ورفاعة بن زيد، والحارث بن عمرو يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ غما وكراهية لنزول القرآن يقول الله- تعالى-: فَأَوْلى لَهُمْ- ٢٠- فهذا وعيد «طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ «٢» . فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ يعني جد الأمر عند دقائق الأمور فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ في النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وما جاء به لَكانَ خَيْراً لَهُمْ- ٢١- من الشرك فَهَلْ عَسَيْتُمْ يعني منافقي اليهود إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بالمعاصي


(١) ما بين القوسين «......» . كذا فى أ، ف، والآية: «وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ» .
(٢) «طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ» : ساقط من أ، ف.

<<  <  ج: ص:  >  >>