للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ونذر ما بقي من الربا فَإنَّهُ لا يدان «١» لنا بحرب اللَّه ورسوله فطلبوا رءوس أموالهم إلى بني المُغِيرَة فاشتكوا العسرة. فَقَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: وَإِنْ كانَ المطلوب ذُو عُسْرَةٍ من القوم يعني بني المُغِيرَة فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ يَقُولُ فأجله إلى غناه كقوله- سُبْحَانَهُ- أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ «٢» يقول أجلنى وَأَنْ تَصَدَّقُوا [٤٨ أ] به كله عَلَى بني المُغِيرَة وهم معسرون فلا تأخذونه فهو خَيْرٌ لَكُمْ من أخذه إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ- ٢٨٠- وَاتَّقُوا يَوْماً يخوفهم تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى يعني «٣» تُوفى كُلُّ نَفْسٍ بر وفاجر ثواب ما كَسَبَتْ من خير وشر وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ- ٢٨١- فِي أعمالهم وهذه آخر آية نزلت من القرآن، ثُمّ تُوُفّي النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بعدها بتسع ليال، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ يعني اكتبوا الدّين والأجل وَلْيَكْتُبْ الكاتب بين البائع والمشترى بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ يعدل بَيْنَهُمَا فِي كتابه فلا يزداد عَلَى المطلوب وَلا ينقص من حق الطالب وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ الكتابة وذلك أن الكتاب كانوا قليلا عَلَى عهد رَسُول اللَّه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فَلْيَكْتُبْ الكاتب وَلْيُمْلِلِ عَلَى الكاتب الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ يعني المطلوب ثُمّ خوف المطلوب فَقَالَ- عَزَّ وَجَلّ-: وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً يعني وَلا ينقص المطلوب من الحق شيئًا كقوله- عَزَّ وَجَلّ-:

وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ «٤» فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً يعني جاهلا بالإملاء أَوْ ضَعِيفاً يعني أَوْ عاجزا أَوْ به حمق أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ لا يعقل الإملاء لعيه أو لخرسه أَوْ لسفهه ثُمّ رجع إلى الَّذِي لَهُ الحق فقال


(١) فى أ: لا يداين. وفى أسباب النزول للواحدي: لا يدان.
(٢) سورة الأعراف: ١٤. [.....]
(٣) هكذا فى أ.
(٤) سورة الأعراف: ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>