للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكفروا بمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبالقرآن وَقالُوا «١» فَقَالَ المؤمنون بعد ذَلِكَ: سَمِعْنا قول ربنا فِي القرآن وَأَطَعْنا أمره. ثم قال لهم بعد ما أقروا بالنَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والكتب: أن غُفْرانَكَ رَبَّنا يَقُولُ قولوا وأعطنا مغفرة منك يا ربنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ- ٢٨٥- يَقُولُ المرجع إليك فى الآخرة. ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها يَقُولُ لا يكلفها من العمل إِلَّا ما أطاقت لَها ما كَسَبَتْ من الخير وما عملت أَوْ تظلمت به وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ من الإثم ثُمّ علم جبريل «٢» النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يَقُولُ: رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا يَقُولُ إن جهلنا عن شيء أَوْ أخطأنا، فتركنا أمرك قَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: ذَلِكَ لك. ثُمّ قَالَ: رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً يعني عهدا كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ما كان حرم عليهم من لحوم الإبل وشحوم الغنم ولحوم كُلّ ذِي ظفر يَقُولُ لا تفعل ذَلِكَ بأمتي بذنوبها كَمَا فعلته ببني إِسْرَائِيل فجعلتهم قردة وخنازير قَالَ اللَّه- تَعَالَى-: ذَلِكَ لك.

ثُمّ قَالَ: رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا مَا لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا يَقُولُ واعف عنا من ذَلِكَ وَاغْفِرْ لَنا يَقُولُ وتجاوز عنا، عن ذنوبنا من ذَلِكَ كله واغفر وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا يَقُولُ أَنْت ولينا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ- ٢٨٦- يعني كفار مكة وغيرها إلى يوم الْقِيَامَة قَالَ اللَّه- تَعَالَى-: ذَلِكَ لك. فاستجاب اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- لَهُ ذَلِكَ فيما سَأَلَ وشفعه فِي أمته وتجاوز لها عن الخطايا والنسيان وما استكرهوا عَلَيْه. فَلَمَّا نزلت قرأهن النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أمته وأعطاه الله- عز وجل-[٤٩ ب] هَذِهِ الخصال كلها فِي الآخرة وَلَم يعطها أحدا من الأمم الخالية.


(١) فى أ: فقال.
(٢) فى أ: جبريل عليه السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>