للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ» يعني لا شك في البعث أنه كائن «لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا» من الشرك في الدنيا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا التوحيد في الدنيا بِالْحُسْنَى- ٣١- وهي الجنة، ثم نعت المتقين فقال: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ يعني كل ذنب يختم بالنار وَالْفَواحِشَ يعني كل ذنب فيه حد إِلَّا اللَّمَمَ يعني ما بين الحدين نزلت في نبهان التمار وذلك

أنه كان له حانوت يبيع فيه التمر، فأتته امرأة تريد تمرا، فقالت لها: ادخلي الحانوت، فإن فيه تمرا جيدا. فلما دخلت راودها عن نفسها، فأبت عليه، فلما رأت الشر خرجت فوثب إليها، فضرب عجزها بيده، فقال: والله، ما نلت مني حاجتك، ولا حفظت غيبة أخيك المسلم. فذهبت المرأة وندم الرجل، فأتى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَه بصنيعه [١٧٤ ب] . فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم- ويحك يا نبهان، فلعل زوجها «غاز «١» » في سبيل الله، فقال: الله ورسوله أعلم. فقال: أما علمت أن الله يغار للغازي ما لا يغار للمقيم، فلقي أبا بكر- رضي الله عنه- فأعلمه، فقال: ويحك فلعل زوجها «غاز «٢» » في سبيل الله. فقال: الله أعلم. ثم رجع فلقي عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- فأخبره، فقال: ويحك لعل زوجها «غاز «٣» » في سبيل الله. قال: الله أعلم. فصرعه عمر فوطئه، ثم انطلق به إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إخواننا غزاة في سبيل الله تكسر الرماح في صدورهم يخلف هذا ونحوه أهليهم بسوء، فاضرب عنقه.


(١) فى أ: «غازى» ، وفى ف: «غزا» .
(٢) فى أ: «غازى» ، وفى ف: «غاز» .
(٣) فى أ «غازى» ، وفى ف: «غاز» .

<<  <  ج: ص:  >  >>