للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاء نفر من أهل بدر، منهم: ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، فسلموا على النبي- صلى الله عليه وسلم-، فرد عليهم، ثم سلموا على القوم، فردوا عليهم، وجعلوا ينتظرون ليوسع لهم فلم يفعلوا، فشق قيامهم على النبي- صلى الله عليه وسلم- وكان يكرم أهل بدر وذلك يوم الجمعة، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قم يا فلان، وقم يا فلان. لمن لم يكن من أهل بدر، بعدد القيام من أهل بدر، فعرف النبي- صلى الله عليه وسلم- الكراهية في وجه من أقيم منهم، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: رحم الله رجلا تفسح لأخيه، فجعلوا يقومون لهم بعد ذلك، فقال المنافقون للمسلمين: أتزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس، فو الله، ما عدل على هؤلاء، إن قوما سبقوا فأخذوا مجلسهم وأحبوا قربه فأقامهم، وأجلس من أبطأ عن الخير، فو الله، إن أمر صاحبكم كله فيه اختلاف. فأنزل- الله تعالى- «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي (الْمَجالِسِ «١» ) »

يعني أوسعوا في «المجالس» «٢» فَافْسَحُوا يقول أوسعوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يقول وإذا قال لكم نبيكم: ارتفعوا عن المجلس فارتفعوا فإن الله يأجركم إذا أطعتم النبي- صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ يعني أهل بدر وَيرفع الله الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ منكم فيها تقديم يعني بالقرآن دَرَجاتٍ يعني الفضائل إلى الجنة على من سواهم ممن لا يقرأ القرآن من المهاجرين والتابعين وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ- ١١- فى أمر المجلس وغيره.


(١) فى أ: «المجلس» .
(٢) فى أ: «المجلس» .

<<  <  ج: ص:  >  >>