للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله بن نتيل المنافق، يقول الله- تعالى-: مَا هُمْ يعني المنافقين عند الله مِنْكُمْ يا معشر المسلمين وَلا مِنْهُمْ يعني من اليهود في الدين والولاية فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن نتيل: إنك تواد اليهود فحلف عبد الله بالله أنه لم يفعل وأنه ناصح، فأنزل الله- تعالى- وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ- ١٤- أنهم كذبة أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ فى الآخرة عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ يعني بئس ما كانُوا يَعْمَلُونَ- ١٥- اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ يعني حلفهم جُنَّةً من القتل فَصَدُّوا الناس عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يعني دين الله الإسلام فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ- ١٦- فقال رجل من المنافقين:

إن محمدًا يزعم أنا لا ننصر يوم القيامة، لقد شقينا إذًا، إنا لأذل من البعوض، والله لننصرن يوم القيامة بأنفسنا وأموالنا وأولادنا إن كانت قيامة، فأما اليوم فلا نبذلها، ولكن نبذلها يومئذ لكي ننصر، فأنزل الله- تعالى- لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً يوم القيامة أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- ١٧-[١٨٨ ب] يعنى مقيمين فى النار لا يموتون، قوله: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً يعني المنافقين فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وذلك أنهم كانوا إذا قالوا شيئا «أو عملوا» «١» شيئا، وأرادوه، سألهم المؤمنون عن ذلك، فيقولون: والله لقد أردنا الخير فيصدقهم المؤمنون بذلك، فإذا كان يوم القيامة «سئلوا» «٢» عن أعمالهم الخبيثة فاستعانوا بالكذب كعادتهم في الدنيا، فذلك قوله يحلفون لله في الآخرة كما يحلفون لكم في الدنيا وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ من الدين فان يغني عنهم ذلك من الله شيئا أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ- ١٨-


(١) فى أ: «وعملوا» ، وفى ف: «أو عملوا» .
(٢) فى أ: «يسلوا» ، وفى ف: «سئلوا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>