للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً

يقول كمثل الحمار يحمل كتابا لا يدري ما فيه، كذلك اليهود حين لم يعملوا بما «١» فى التوراة، فضرب الله- تعالى- لهم مثلا فقال:

بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ يعني القرآن وَاللَّهُ لا يَهْدِي إلى دينه من الضلالة الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ- ٥- «في علمه «٢» » ، قوله- تعالى- قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا [١٩٧ أ] وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كتب إلى يهود المدينة يدعوهم إلى دينه الإسلام، فكتب يهود المدينة إلى يهود خيبر أن محمدا يزعم أنه نبي، وأنه يدعونا وإياكم إلى دينه، فإن كنتم تريدون متابعته فاكتبوا إلينا ببيان ذلك، وإلا فأنتم ونحن على أمر واحد لا نؤمن بمحمد، ولا نتبعه، فغضبت يهود خيبر فكتبوا إلى يهود المدينة كتابا قبيحا، وكتبوا أن إبراهيم كان صديقا نبيا، وكان من بعد إبراهيم إسحاق صديقا نبيا، وكان من بعد إسحاق يعقوب صديقا نبيا، وولد يعقوب اثنا عشر، فولد لكل رجل منهم أمة من الناس، ثم كان من بعدهم موسى، ومن بعد موسى عزير، فكان موسى يقرأ التوراة من الألواح، وكان عزير يقرؤها ظاهرا، ولولا أنه كان ولدا لله ونبيه وصفيه لم يعطه ذلك، فنحن وأنتم من سبطه، وسبط من اتخذه الله خليلا، ومن سبط من كلمه الله تكليما، فنحن أحق بالنبوة والرسالة من محمد- صلى الله عليه وسلم- ومتى كان الأنبياء من «جزائر «٣» » العرب؟ ما سمعنا بنبي قط كان من العرب إلا هذا الرجل الذي


(١) فى أزيادة: «فيها كمثل الحمار يحمل أسفارا» .
(٢) فى أ: «فى عمله» ، وفى ف: «فى علمه» .
(٣) فى أ: «جزاير» .

<<  <  ج: ص:  >  >>