للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ يعني نحلف إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ يعنى يقسم إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ- ١- في حلفهم اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ يعني حلفهم الذي حلفوا أنك لرسول الله جُنَّةً من القتل فَصَدُّوا الناس عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يعنى دين الإسلام إِنَّهُمْ ساءَ ما يعني بئس ما كانُوا يَعْمَلُونَ- ٢- يعني النفاق ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا يعني أقروا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ بالكفر فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ- ٣- وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ يعني عبد الله بن أبي، وكان رجلا جسيما صبيحا ذلق اللسان، فإذا قال سمع النبي- صلى الله عليه وسلم- لقوله: «وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ «١» » كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ فيها تقديم يقول كأن أجسامهم خشب بعضها على بعض قياما، لا تسمع، ولا تعقل، لأنها خشب ليست فيها أرواح فكذلك المنافقون لا يسمعون الإيمان ولا يعقلون، ليس في أجوافهم إيمان فشبه أجسامهم بالخشب يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ أنها عَلَيْهِمْ يقول إذا نادى مناد في العسكر أو أفلتت دابة أو أنشدت ضالة يعني طلبت، ظنوا أنما «يرادون «٢» » بذلك مما فى قلوبهم من الرعب، ثم قال:

[١٩٨ أ] هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ يعنى لعنهم الله أَنَّى


(١) «وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ» : ساقطة من أ.
(٢) فى أ: «يريدون» ، وفى ف: «يرادون» .
تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤- م ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>