للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله: إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ونوح بالسريانية الساكن الذي سكنت إليه الأرض، وهو نوح بن لمك- صلى الله عليه وسلم- أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ العذاب مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ- ١- يعني وجيعا في الدنيا وهو الغرق ف قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ من العذاب مُبِينٌ- ٢- يعني بين أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ يقول أن وحدوا الله وَاتَّقُوهُ أن تشركوا به شيئا وَأَطِيعُونِ- ٣- فيما آمركم به من النصيحة بأنه ليس له شريك، فإذا فعلتم يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ «والمن «١» » هاهنا صلة يقول يغفر لكم ذنوبكم وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى يعني إلى منتهى آجالكم فلا يعاقبكم بالسنين ولا بغيره إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ في العذاب في الدنيا وهو الغرق إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ- ٤- ولكنكم لا تعلمون قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهاراً- ٥- ليسمعوا دعائي فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً- ٦- يعني تباعدا من الإيمان وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ إلى الإيمان يعني إلى الاستغفار لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ، وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ لئلا يسمعوا دعائي وَأَصَرُّوا وأقاموا على الكذب وَاسْتَكْبَرُوا يعني وتكبروا عن الإيمان اسْتِكْباراً- ٧- يعني وتكبرا ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً- ٨-


(١) تعود أن يدخل «ال» على حرف الجر، مع أنها من خصائص الأسماء.
تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤- م ٢٩. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>