للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى الدنيا «يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً» «١» - ١٧- وذلك يوم يقول الله لآدم قم فابعث بعث النار: من كل ألف تسعمائة «وتسع «٢» » وتسعين، وواحد إلى الجنة فيساقون إلى النار سود الوجوه زرق العيون مقرنين في الحديد فعند ذلك يسكر الكبير من الخوف، ويشيب الصغير من الفزع، وتضع الحوامل ما في بطونها من الفزع تماما «٣» وغير تمام، ثم قال- عز وجل-: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ السقف به يعنى بالرحمن لنزول الرحمن- تبارك وتعالى «٤» - «كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا» «٥» - ١٨- أن وعده مفعولا في البعث يقول إنه كائن لا بد إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ يعني آيات القرآن تذكرة يعني تفكرة فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا- ١٩- يعني بالطاعة إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ إلى الصلاة أَدْنى يعني أقل مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- «والمؤمنين «٦» » كانوا يقومون في أول الإسلام من الليل نصفه وثلثه، وهذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس، [٢١٤ أ] فقاموا سنة فشق ذلك عليهم فنزلت الرخصة بعد ذلك عند السنة، فذلك قوله: «إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ» وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ من المؤمنين يقومون نصفه وثلث، ويقومون وينامون وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ يعني قيام ثلثي الليل الأول، ولا نصف الليل، ولا ثلث الليل، فَتابَ عَلَيْكُمْ يعني فتجاوز عنكم فى


(١) «يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً» : ساقطة من أ، ومتقدمة على مكانها فى ف. [.....]
(٢) فى أ: «تسعة» .
(٣) كذا فى أ، ف، والمراد تام الحمل وغير تامه.
(٤) هذا من تجسيم مقاتل المذموم، انظر مقاتل وعلم الكلام فى مقدمتي لهذا التفسير.
(٥) «كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا» : ساقط من أ، ف
(٦) فى أ، ف: «المؤمنون» .

<<  <  ج: ص:  >  >>