للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل «١» وهو الصور، فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ- ٩- يعني مشقته وشدته، ثم أخبر على من عسره فقال: عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ- ١٠- يعنى غير هين، ويهون ذلك على المؤمن كأدنى صلاته ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً- ١١- يعني الوليد بن المغيرة المخزومي كان يسمى الوحيد في قومه، وذلك أن الله- عز وجل- أنزل على النبي- صلى الله عليه وسلم- «حم، تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ «٢» » .

فلما نزلت هذه الآية قام النبي- صلى الله عليه وسلم- في المسجد الحرام فقرأها والوليد [٢١٥ أ] ابن المغيرة قريبا منه يستمع إلى قراءته، فلما فطن- صلى الله عليه وسلم- أن الوليد بن المغيرة يستمع إلى قراءته أعاد النبي- صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذه الآية «حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ» في ملكه، «الْعَلِيمِ» بخلقه، «غافِرِ الذَّنْبِ» لمن تاب من الشرك، «وَقابِلِ التَّوْبِ» لمن تاب من الشرك، «شَدِيدِ الْعِقابِ» لمن لم يتب من الشرك، «ذِي الطَّوْلِ» يعني ذي الغنى «عمن لم يوحد «٣» » ، ثم وحد الرب نفسه حين لَمْ يوحده كفار مكة، فَقَالَ: «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ» يعني مصير الخلائق في الآخرة إليه فلما سمعها الوليد انطلق حتى أتى مجلس بني مخزوم فقال: والله، لقد سمعت من محمد كلاما آنفا ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن،


(١) الجملة من ف، وفيها أخطاء فى أ.
(٢) سورة غافر: ١، ٣، ٣.
(٣) فى أ: «لمن لم يوحده» .

<<  <  ج: ص:  >  >>