للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤمنوا، ثم شبههم بالحمر الوحشية المذعورة، فقال: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ- ٥٠- بتركهم القرآن إذا سمعوه فروا منه مثل الحمر فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ- ٥١- يعني الرماة «وقالوا «١» » الأسد بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى يقول يعطى صُحُفاً مُنَشَّرَةً- ٥٢- فيها كتاب من الله- تعالى-، وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم-، كان الرجل من بني إسرائيل ذنبه وكفارة ذنبه «يصبح مكتوبا عند «٢» رأسه» ، فهلا ترينا مثل هؤلاء الآيات إن كنت رسولا كما تزعم، فقال جبريل: إن شئت فعلنا بهم كفعلنا بنى إسرائيل، وأخذناهم بما أخذنا «به «٣» » بني إسرائيل، فكره النبي- صلى الله عليه وسلم-، وقالوا: ليصبح عند رأس كل رجل منا كتاب منشور من الله بأن آلهتنا باطل، وأن الإله الذي في السماء حق، وأنك رسول، وأن الذي جئت به حق، وتجيء معك بملائكة يشهدون بذلك كقول بن أبى أمية فى سورة بني إسرائيل «٤» يقول الله- تبارك وتعالى-: كَلَّا لا يؤمنون بالصحف التي أرادوها، ثم استأنف فقال: بَلْ لكن لا يَخافُونَ عذاب


(١) فى أ: «وقل» ، وفى ف: «وقالوا» .
(٢) «يصبح» : ساقطة من أ، وفى ف: «يصبح وكفارة ذنبه مكتوبا عند رأسه» .
(٣) «به» : ليست فى أ، ولا فى ف.
(٤) يشير إلى الآيات ٩٠، ٩١، ٩٢، ٩٣ من سورة الإسراء وهي:
«وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً، أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً، أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>