للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، فقال له أمية بن خلف: ويحك أليس الله يقول: « (ذَلِكَ «١» ) بِأَنَّ اللَّهَ (مَوْلَى «٢» ) الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ «٣» » قال عبد الله بن نفيل: نعم. قال: فماله أغناني وأفقرك؟ قال: كذلك أراد الله. قال أمية: بل أغناني الله لكرامتي عليه، وأفقرك لهوانك عليه. قال عبد الله بن خطل عند ذلك: لخليق أن يكون الله «فعل «٤» » ذلك، فأنزل الله- تعالى- «فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ، فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ» وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ- ١٦- قال «٥» : يقول كلا ما أغنيت هذا الغني لكرامته، ولا أفقرت هذا الفقير لهوانه علي، ولكن كذلك أردت أن أحسن إلى هذا الغني في الدنيا، وأهون على هذا الفقير حسابه يوم القيامة، ثم قال فى سورة أخرى: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً «٦» » يقول ليس من شدة إلا بعدها رخاء، ولا رخاء إلا بعده شدة، ثم انقطع الكلام، ثم ذكر أمية بن خلف الجمحي، وذكر مساوئه فقال: كَلَّا ما الأمر كما قال أمية بن خلف بَلْ يعني لكن لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ- ١٧- وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ- ١٨- لأنهم لا يرجون بها الآخرة وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا- ١٩- يعني تأكلون الميراث أكلا شديدا وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا- ٢٠- ويجمعون المال جمعا كثيرا، وهي بلغة مالك بن كنانة، ثم قال:

كَلَّا ما يؤمنون بالآخرة وهو وعيد، وأما قوله: إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا- ٢١- يعني إذا تركت فاستوت الجبال مع الأرض الممدودة، ثم قال:


(١) (ذلك) : ساقطة من ف، أ. [.....]
(٢) فى أ: (ولى) ، ف: (مولى) .
(٣) سورة محمد: ١١.
(٤) فى أ: «يقل» ، وفى ف: «فعل» .
(٥) (قال) المفسر أو قال مقاتل، (يقول) أى يقول الله.
(٦) سورة الشرح: ٥- ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>