إلي منه، فقال له الصديق أبو بكر: والله إنه خير من ملء الأرض ذهبا. قال له أبو سفيان: اشتره مني! قال له أبو بكر: قد اشتريت هذا العبد الذي على ديني، بعبد مثله على دينك، فرضي أبو سفيان، فاشترى أبو بكر بلالا- رضي الله عنه- فأعتقه. قال أبو سفيان لأبي بكر- رضي الله عنه-: أفسدت مالك ومال أبي قحافة. قال: أرجو بذلك المغفرة من ربي. قال: متى هذا؟ قال أبو بكر- رضي الله عنه-: يوم تدخل سقر تعذب. قال: أليس تعدني هذا بعد الموت؟ قال: نعم. قال: فضحك الكافر واستلقى. وقال: يا عتيق أتعدنى البعث بعد الموت؟ وتأمرني أن «أرفض «١» » مالي إلى ذلك اليوم؟ لقد خسرت واللات والعزى إن مالك قد ضاع، وإنك لا تصيب مثله أبدا. قال له أبو بكر- رضى الله عنه-[٢٤٢ ب] : والله، لأذكرنك هذا اليوم يا أبا سفيان.
فأنزل الله- عز وجل- «فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى» وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى - ٦- يقول بعدة الله- عز وجل- أن يخلفه في الآخرة خيرا، إذا أعطى في حق الله- عز وجل- فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى - ٧- يعني نيسره للعودة إلى أن يعطي فسنيسره للخير وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى - ٨- عن الله- تعالى- في نفسه وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى - ٩- يعني بعدة الله بأن يخلفه خيرا منه فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى - ١٠- يقول نعسر عليه أن يعطى خيرا وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ الذي بخل به في الدنيا إِذا تَرَدَّى- ١١- يعنى إذا مات، وتريد في النار، يعني أبا سفيان، يقول الله- تعالى-: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى - ١٢- يعني بيان الهدى وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى - ١٣- يعنى الدنيا والآخرة