(٢) جاء فى أسباب النزول للسيوطي: ٥٠. روى أحمد ومسلم عن أنس: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كسرت رباعيته يوم أحد وشج فى وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال: كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ» . وروى أحمد والبخاري عن ابن عمر سمعت رَسُول اللَّه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: اللهم العن فلانا، اللهم، العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أمية. فنزلت هذه الآية «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ» إلى آخرها فتيب عليهم كلهم. وروى البخاري عن أبى هريرة نحوه قال الحافظ بن حجر. طريق الجمع بين الحديثين أنه- صلى الله عليه وسلم- دعا على المذكورين فى صلاته بعد ما وقع له من الأمر المذكور يوم أحد فنزلت الآية فى الأمرين معا. لكن يشكل على ذلك ما وقع فى مسلم من حديث أبى هريرة أنه- صلى الله عليه وسلم- كان يقول فى الفجر اللهم العن رعلا وذكوان وعصية حتى أنزل الله عليه «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ» ووجه الإشكال أن الآية نزلت فى قصة أحد وقصة رعل وذكوان بعدها، ثم ظهرت لي علة الخبر وأن فيه إدراجا فإن قوله حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه. بين ذلك مسلم وهذا البلاغ لا يصح فيما ذكرته قال: ويحتمل أن يقال أن قصتهم كانت عقب ذلك. وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا ثم نزلت فى جميع ذلك.