للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حديد من نار حتى يرجع عليهم غمها وحرها، فلا يفتح عليهم باب، ولا يدخل عليهم روح، ولا يخرج منها غم آخر الأبد، وأيضا «لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ» فأما «الهمزة» فالذي ينم الكلام إلى الناس وهو النمام، وأما «اللمزة» فهو الذي يلقب الرجل بما يكره، وهو الوليد بن المغيرة، كان رجلا «نماما «١» » وكان يلقب الناس «٢» من التجبر «٣» والعظمة وكان يستهزئ بالناس، وذلك أنه أنزل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم. «ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً، وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً «٤» » وكان له حديقتان، حديقة بمكة وحديقة بالطائف، وكان لا ينقطع خيره شتاء ولا صيفا، فذلك قوله « ... مالًا مَمْدُوداً، وَبَنِينَ شُهُوداً «٥» » يعني أرباب البيوت، وكان له سبعة بنين قال: «وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً

«٦» » يقول بسطت له في المال كل البسط «ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ، كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً «٧» » قال: والله، لو قسمت مالي يمينا وشمالا على قريش ما دمت حيا ما فنى، فكيف «تعدني «٨» » الفقر؟ قال أما والله، إن الذي أعطاك، قادر على أن يأخذه منك، فوقع في قلبه من ذلك شيء ثم عمد إلى ماله فعده، ما كان من ذهب أو فضة أو أرض أو حديقة أو رقيق فعده وأحصاه،


(١) «تماما» : كذا فى أ، ف. وفى حاشية أ، فى الأصل «تاما» .
(٢) أى بالألقاب السيئة: وهو التنابز بالألقاب.
(٣) فى أ: «التحير» ، وفى ف: «التجبر» .
(٤) سورة المدثر: ١١- ١٢.
(٥) سورة المدثر: ١٢- ١٣.
(٦) سورة المدثر: ١٤.
(٧) سورة المدثر: ١٥- ١٦.
(٨) فى أ، ف: «توعدني» .

<<  <  ج: ص:  >  >>