للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١- وأول من فتح بلخ من العرب هو الأحنف بن قيس سنة ٣٢ هـ (٢٥٣ م) فى خلافة عثمان بن عفان.

٢- وبعد مقتل عثمان تمردت بلخ وما جاورها من المدن حتى استعادها قيس ابن الهيثم- وإلى معاوية على خراسان- سنة ٤٢ هـ.

ودمر قيس معبد بلخ، وعقد صلحا مع أهلها، وصلحا مماثلا مع المدن المجاورة لها.

٣- وأخيرا استطاع قتيبة بن مسلم أن يضع حدا نهائيا لتجرد هذه البلاد، فأعاد فتحها سنة ٩٠ هـ، واستطاع قتيبة أن يمد فتوحاته إلى كل بلاد ما وراء النهر «٤٣» .

ولم يكتف قتيبة بالفتح بل دعا السكان إلى الدخول فى الإسلام وترك عبادة الأصنام فأجابوه أنّ لهم أصناما من اعتدى عليها أو استخف بها هلك.

فدخل قتيبة على الأصنام فأباح حليها لجنده، وكبها على وجوهها بيده وحرقها ولم يصبه سوء بطبيعة الحال، وكان ذلك مما سبب دخول كثير من سكان بلخ وما حولها فى الإسلام «٤٤» .

وفى عام ١٠٧ هـ أمر أسد القسري عامل خراسان باعادة بناء مدينة بلخ التي دمرتها الحروب، ونقل مقر الحكم من مرو الروذ إليها.

وفى حوالى سنة ١٣٠ هـ قام أبو مسلم الخراساني بالدعوة للعباسيين وكانت بلخ أول مركز لدعوته.

تلك هي مدينة بلخ التي نشأ فيها مقاتل وتأثر بتاريخها وأديانها ومذاهبها، وينسب إلى بلخ خلق كثير من العلماء والفقهاء «٤٥» .

أما بلخ الآن فتقع ضمن مملكة أفغانستان. ولا تزيد بيوتها على خمسمائة


(٤٣) الطبري، تاريخ: ٥/ ٢١٤، ٢١٥، ٢١٨، ٢٢٣، ٢٢٥، ٢٢٦، ٢٤١، البلاذري: ٣٩٦ و ٤٠٩- ٤١١. د. أحمد شلبى، التاريخ الإسلامي، الدولة الأموية. دائرة المعارف الاسلامية ٤/ ٧٩. ياقوت: ١/ ٧١٣، وأورد قول عبيد الله بن عبد الله الحافظ حين ذهب إلى بلخ:
أقول وقد فارقت بغداد مكرها ... سلام على أهل القطيعة والكرخ
هواى ورائي والمسير خلافه ... فقلبي إلى كرخ ووجهى إلى بلخ
(٤٤) البلاذري، فتوح البلدان: ٤١١. د. أحمد شلبى: التاريخ الإسلامي- الدولة الأموية:
١٢٨.
(٤٥) منهم محمد بن الفضل، وقتيبة بن سعيد، وأبو صالح كاتب الليث بن سعد وأبو زرعة الرازي.. (ياقوت: ١/ ٧١٣) . [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>