للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ناقشنا عددا من هذه الآراء عند تحديد السنة التي ولد فيها مقاتل.

ورغم ان الرواة ضعفوا جويبر، وان رواية ابراهيم الحربي مرفوضة لمخالفتها للواقع، الا ان عبد الرزاق بن همام المحدث المفسر الثقة أخبرنا ان الضحاك لم يلق مقاتلا «١٨» .

وروى عن ابن عيينة ذلك، وأول إغلاق الباب على مقاتل والضحاك بانه باب المدينة او باب المقابر.

فإذا اغلق باب المدينة على مقاتل والضحاك ومقاتل بين الاحياء والضحاك بين الأموات- كان هذا هو التعريض الذي عرض به مقاتل، وهو تدليس عند أئمة الحديث.

وهناك تدليس اقرب الى الكذب اثر عن مقاتل من ذلك انه كان يحدث الناس عن الكلبي فقال: أخبرني ابو النضر يعنى الكلبي.

فمر به الكلبي فدنا منه وقال: يا أبا الحسن انا الكلبي وما حدثت بهذا الحديث قط. فقال: اسكت يا أبا النضر، فان تزيين الحديث لنا انما هو بالرجال «١٩» .

وكان مقاتل يسال عن الحديث فيقول أخبرني به ابو جعفر- او فلان- وبعد ايام يسال عنه فيقول أخبرني به الضحاك، فإذا سئل عنه بعد ذلك قال أخبرني به عطاء «٢٠» .

وقال عبد الصمد بن عبد الوارث قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء، ثم حدثنا بتلك الأحاديث عن الضحاك، ثم حدثنا بها عن عمرو بن شعيب، فقلنا ممن سمعتها؟ قال: منهم كلهم. ثم قال: لا والله لا أدرى ممن سمعتها. قال:

ولم يكن بشيء «٢١» .

وإزاء ما نقلنا عن مقاتل، وما هو شبيه به مما نجده فى كتب التراجم «٢٢» .

نرى ان مقاتلا المحدث ساقط القيمة، متروك الحديث، رغم علمه الواسع، وثناء الائمة عليه فى التفسير.

قال ابو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله (احمد بن حنبل) يسال عن مقاتل ابن سليمان فقال: (كانت له كتب، ينظر فيه، الا انى ارى انه كان له علم بالقرآن «٢٣» .

وقال صالح بن احمد بن حنبل: (قال ابى: ما يعجبني ان اروى عنه شيئا) «٢٤» .


(١٨) تاريخ بغداد: ١٣/ ١٦٥.
(١٩) تهذيب الكمال المجلد العاشر ترجمة مقاتل، تاريخ بغداد: ١٣/ ١٦٣.
(٢٠) تاريخ بغداد: ١٣/ ١٦٥.
(٢١) تهذيب التهذيب: ١٠/ ٢٨٣.
(٢٢) تهذيب التهذيب: ١٠/ ٢٧٩، تاريخ بغداد: ١٣/ ١٦٣، وتهذيب الكمال المجلد العاشر ترجمة مقاتل.
(٢٣، ٢٤) مع بعضها فى تهذيب الكمال المجلد العاشر، ترجمة مقاتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>