للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من آية، ثم يترك آيات لا يفسرها. وانا لنرى مثالا لذلك فى سورة الأعراف، فقد فسر جزءا من الآية ١٥٥ ثم انتقل الى تفسير جزء من الآية ١٦٠ «١٥» . كما نجد امثلة كثيرة له فى سور اخرى. واذن فتفسير الفراء تفسير تفسير لكلمات لغوية ونحوية يقتصر على اجزاء من الآيات..

وهمته فى هذا التفسير متجهة الى النحو واللغة.

وثانيها: ان الفراء- على فرض ان تفسيره تفسير كامل للقرآن- ليس هو أول من فسر القرآن كاملا، ذلك ان مقاتل بن سليمان المتوفى سنة ١٥٠ هـ اسبق منه بأكثر من نصف قرن، وتفسيره للقرآن تفسير كامل لجميع آياته.

وثالثها: ما يقوله الأستاذ أمين الخولي من ان: «كتاب معاني القرآن للفراء شبيه فى تناوله للآي على ترتيبها فى السور بكتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة [ت ٢٠٩ هـ] ، فان القطعة التي بأيدينا تتناول السور على ترتيبها، وتعرض لما فى السورة من اى تحتاج لبيان مجازها، اى المراد بها.

فليس للفراء اولية شخصية فى هذا، بل كانت تلك على ما يبدو خطة العصر، ولعله لو وقع إلينا شيء مما قبل ذلك العهد، لرجح ان هذا التناول لتفسير القرآن وآية اقدم عهدا من صنيع الفراء وابى عبيدة بغير قليل» «١٦» .

وانا أقول للمرحوم الأستاذ الشيخ أمين الخولي: لقد تحقق رجاؤك، ووقع فى يدنا تفسير سابق لعهد الفراء بأكثر من نصف قرن، وهو تفسير كامل لجميع آيات القرآن، الا وهو تفسير مقاتل بن سليمان.

ورابعها: ما مر بنا من ان مجاهدا [ت ١٠١ هـ] كان يسال ابن عباس عن التفسير ومعه ألواحه، وكان يكتب ما يقول له، حتى سال عن التفسير كله «١٧» .

ولهذا قال مجاهد: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة «١٨» .

وخامسها: ما هو معروف من ان عبد الملك بن مروان المتوفى سنة ٨٦ هـ، سال سعيد بن جبير ان يكتب اليه بتفسير القرآن، فكتب اليه سعيد بالتفسير الذي طلبه منه. وقد عثر عطاء بن دينار على هذا التفسير، فأخذه من الكتاب، وليس له سماع من سعيد!.

كما جاء فى تهذيب التهذيب عند ترجمة عطاء بن دينار: «قال على بن الحسن الهسنجاني عن احمد بن صالح: عطاء بن دينار من ثقات المصريين، وتفسيره فيما يروى


(١٥) معاني القرآن، للفراء: ١/ ٣٩٧، مطبعة دار الكتب المصرية ١٩٥٥.
(١٦) دائرة المعارف الاسلامية: مادة تفسير: ٥/ ٣٦٤- ٣٦٥ هامش، أمين الخولي: التفسير معالم حياته منهجه اليوم: ٣١- ٣٣ هامش.
(١٧) تفسير ابن جرير الطبري: ١/ ٣٠.
(١٨) تهذيب التهذيب: ١٠/ ١٠٩- ١١١. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>