للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكاد هذا الذي زاده غير ابن فارس يكون منقولا بالحرف عما ذكره مقاتل ابن سليمان، مع بعض التحريف فى البرهان.

فمقاتل يقول: «وكل شيء فى القرآن: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ سورة الحجرات/ ٩. يعنى واعدلوا ان الله يحب المعدلين. يقول الذين يعدلون فى القول والفعل. غير واحد فى قل اوحى أَمَّا الْقاسِطُونَ

يعنى العادلين الذين يعدلون بالله سبحانه وغيره كانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً

سورة الجن/ ١٥ «٤٣» » .

وكل شيء فى القرآن (لعلكم) يعنى لكي. الا الذي فى الشعراء لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ/ ١٢٩، يعنى كأنكم تخلدون «٤٤» .

وكل شيء فى القرآن (كسفا) يعنى جانبا من السماء غير واحد فى الروم وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً «٤٥» يعنى يجعل السحاب قطعا «٤٦» .

وكل شيء فى القرآن: (ماء معين) يعنى جاريا غير الذي فى تبارك: فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ يعنى ماء طاهرا تناله الدلاء «٤٧» .

وهكذا نجد ان الزركشي قد استفاد من كل ما ذكره مقاتل فى الوجوه والنظائر.

وفى كثير من أبواب البرهان يتضح تأثره بما ذكره مقاتل. خصوصا فى الأسباب الموهمة للاختلاف، كما فى مسألة خلق الإنسان من تراب، ومن صلصال، ومن ماء مهين «٤٨» .

وقد تاثر الزركشي فى البرهان بما ذكره مقاتل فى خلق آدم «٤٩» ، وفى التوفيق بين الآيات الموهمة للاختلاف «٥٠» عموما، ولعله لم يتأثر بمقاتل مباشرة، وانما تاثر بمن نقلوا عنه، فهو يقول فى البرهان: (النوع الرابع فى الوجوه والنظائر، وقد صنف فيه قديما مقاتل بن سليمان وجمع فيه من المتأخرين ابن الزاغونى «٥١» .


(٤٣) الملطي، التنبيه والرد: ٧٨.
(٤٤) الملطي، التنبيه والرد: ٧٨.
(٤٥) سورة الروم: ٤٨.
(٤٦) الملطي، التنبيه والرد: ٧٩- ٨٠. وفى البرهان يعنى السحاب قطعا. [.....]
(٤٧) المرجع السابق: ٨٠، وقد كتبت فيه (طاهرا) بدون إعجام وصوابها (ظاهرا) كما تقدم.
(٤٨) انظر تفسير مقاتل: ١/ ٨ ا، وتحقيق له: ١/ ٩٦- ٩٨، والتنبيه والرد للملطى: ٧٠، بتحقيق الكوثرى.
(٤٩) البرهان: ٢/ ٥٤.
(٥٠) البرهان: ٢/ ٥٥.
(٥١) هو ابو الحسن على بن عبد الله بن نصر الزاغونى الحنبلي توفى سنة ٥٢٧ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>