للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا فى البطحاء، إذ مرت سحابة فقال: اتدرون ما هذه؟ قلنا: سحاب، قال: والمزن.

قلنا: والمزن. قال: والقتار فسكتنا. قال: اتدرون كم بين السماء والأرض قلنا: الله ورسوله اعلم. قال: بينهما مسيرة خمسمائة عام، الى ان ذكر السموات السبع، ثم قال: وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، وفوق ذلك ثمانية او عال، ما بين ركبهم واظلافهم كما بين السماء والأرض، وفوق ذلك العرش وما بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله عز وجل فوق ذلك، ولا يخفى عليه شيء من اعمال بنى آدم) «٣١» .

«وحديث الأوعال أخرجه احمد فى مسنده بطريق عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، عن شعيب بن خالد، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن العباس.

«وأخرجه ابو داود والترمذي وابن ماجه بطريق سماك، عن ابن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس، بزيادة الأحنف بين ابن عميرة والعباس.

«وقد تواترت نصوص ابن معين واحمد والبخاري ومسلم وابراهيم الحربي والنسائي وابن عدى وابن العربي وابن الجوزي وابى حيان على انه غير صحيح» .

قال ابن معين: لا تزول الجهالة عن الرجل برواية مثل سماك عنه، كما فى شرح علل الترمذي لابن رجب.

وعبد الله بن عميرة المذكور فى السند لم يرو عنه سوى سماك مطلقا، وقال احمد عن يحيى بن العلاء فى سنده «كذاب يضح الحديث» «٣٢» .

وقال ابو حيان فى تفسير قوله تعالى (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) «٣٣» : وذكروا فى صفات هؤلاء الثمانية اشكالا متكاذبة ضربنا عن ذكرها صفحا.

وقد آيد ابن جرير تفسير الثمانية بثمانية صفوف من الملائكة بأسانيد سردها واغفل عن ذكر خرافة الأوعال فى تفسير الآية.

والعرش فى الآية هو العرش الذي يستظل به يوم القيامة من يستحق الاظلال، وإضافته الى الله تعالى اضافة تشريف كما لا يخفى.


(٣١) الملطي: التنبيه والرد: ٩٨.
(٣٢) محمد زاهد الكوثرى: مقالات الكوثرى مطبعة الأنوار بالقاهرة: ٢٠٨.
(٣٣) سورة الحاقة: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>