للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اما الامام الشافعي فقد جعل الناس فى تفسير القرآن عيالا على مقاتل ابن سليمان.

ويذكر الدكتور صبحى الصالح ان مقاتلا من كبار علماء المسلمين ومفسريهم «٤» .

ونحن نذكر جيدا قول الامام على لابنه: يا بنى اعرف الرجال بالحق، ولا تعرف الحق بالرجال.

فنقول سحقا لمقاتل ان كان قد قال بان الله لحم ودم، بيد ان الإنصاف يقتضينا ان نذكر ان هذا القول لم ينسب لمقاتل فى اى كتاب من كتب التراجم او التاريخ، وانما نسب اليه فى كتب الفرق وحدها، وكتب الفرق كانت تحكى كلام الخصوم بشيء من المبالغة أحيانا.

فواجبنا ان نأخذ آراء مقاتل من كتبه هو، ومن حسن الحظ ان بعضها مخطوط فى المتاحف، ونحن فى سبيلنا اليه.

يقول الدكتور محمد يوسف موسى «٥» :

(ونعتقد انه اولى بالباحث المنصف ان يتشدد فى قبول كلام الخصم عن الخصم وفى نسبة ما ينسبه له، وبخاصة كتاب الفرق بين الفرق للبغدادي، وكتاب الملل والنحل للشهرستاني- من أهم المراجع فى المذاهب الاسلامية، وصاحب الاول- كما يذكر الامام فخر الدين الرازي- كان شديد التعصب على المخالفين ولا يكاد يحكى مذاهبهم على وجوهها، وعنه أخذ الشهرستاني مذاهب الفرق الاسلامية) «٦» .

وإذا طالعنا كتاب التنبيه والرد للملطى المتوفى سنة ٣٧٧ هـ «وهو من اقدم ما الف فى شرح احوال الفرق «٧» » - رأيناه يثنى على مقاتل بن سليمان بل يعتبره ملجأ وسندا فى الرد على الزنادقة الذين شكوا فى القرآن، وزعموا ان فيه متشابها، ويقول: (فمن طلب علم ما أشكل عليه من ذلك عند اهل العلم به من ثقات العلماء وجد مطلبه، ولعمري ان اهل الأهواء فى مثل ذلك اختلفوا وضلوا، وهذه جملة جاءت بها الرواية، وأخذناها عن الثقات عن مقاتل بن سليمان ان تدبرت ذلك نفعك ان شاء الله. قال مقاتل ... ) «٨» ونقل عنه أربعا وعشرين صفحة فى تاويل متشابه القرآن.


(٤) النظم الاسلامية: ١٧٩، حيث يقول: واشتهر امر جهم بعد مناظرة بينه وبين شخص من كبار علماء المسلمين ومفسريهم هو «مقاتل بن سليمان» الذي كان من مثبتى الصفات لله. بينما كان جهم متأثرا باستاذه- الجعد بن درهم- فى تجريد الله عن الصفات.
(٥) دائرة المعارف الاسلامية: ٦/ ٢١٠.
(٦) مناظرات الرازي طبع الهند عام: ١٣١٥ هـ: ٢٥.
(٧) مقدمة الكتاب، الكوثرى.
(٨) انظر التنبيه والرد للملطى. تحقيق الكوثرى: ٥٨- ٨٢. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>