للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم القيامة، ولكن ليس بالقوة الموضوعة فى العين بل بقوة خرى موهوبة من الله وقد سماها بعضهم «الحاسة السادسة «١٩» » .

وقد يدوا اعتقادهم فى رؤية الله يوم القيامة بالآيات التي تثبت الرؤية وسبق أن ذكرها مقاتل، وقروا مثله بعدم جواز رؤيته تعالى فى الدنيا «٢٠» ، ونه تعالى يرى باصار يوم القيامة، كما يرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون، لأنهم محجوبون عن الرؤية «٢١» كما قال تعالى (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ وقد فسر مجاهد المكي (ت ١٠٢ هـ) قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) بقوله: هو م من ان تدركه الأبصار «٢٢» ، وقال: «تنظر منه الثواب» «٢٣» » .

اما عطية العوفى الكوفي (ت ١١١ هـ/ ٧٢٩ م) فقد فسر الآية السابقة بقوله:

«هم ينظرون الى الله لا تحيط ابصارهم به من عظمته، وبصره يحيط بهم، فذلك قوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ «٢٤» .

وقد وردت فى البخاري وغيره من كتب الصحاح أحاديث تثبت رؤية الله تعالى، «وان المؤمنين يرونه يوم القيامة كما ترى الشمس فى يوم صحو ليس به غيم، وكما يرى القمر ليلة البدر لا يشك فى رؤيته» «٢٥» .

وقد أول المعتزلة النظر الى الله بانتظار ثوابه.


(١٩) قال ضرار وحفص الفرد: ان الله لا يرى بالأبصار ولكن يخلق لنا يوم القيامة حاسة سادسة غير حواسنا هذه فندركه بها، وندرك ما هو بتلك الحواس. (مقالات الاسلاميين: ١/ ٢٦٤) .
(٢٠) اختلف الصحابة فى رؤية النبي ربه ليلة الاسراء، والمتفق عليه عند أكثرهم انه رآه (النووي بستان العارفين: ٥٩- ٦٠) وهذا ما اختاره مقاتل، وعلل ذلك بان النبي كان فى الجنة والله يرى فى الجنة. وقد نفت السيدة عائشة ان يكون النبي راى ربه. انظر الطبري، تفسير:
٧/ ٣٠٠، والبخاري: ٤/ ٢٧٥، كتاب التوحيد، والترمذي: ٢/ ١٨٩.
(٢١) مقالات الاسلاميين: ١/ ٣٢.
(٢٢) الطبري، تفسير: ٧/ ٢٩٩، وانظر ابن تيمية تفسير سورة الإخلاص: ٩٤ (القاهرة سنة ١٣٢٣ هـ) . [.....]
(٢٣) الطبري، تفسير: ٢٩/ ١٩٢.
(٢٤) الطبري، تفسير: ٧/ ٢٩٩.
(٢٥) البخاري، (كتاب الرقاع) : ١/ ١٤٠، (كتاب مواقيت الصلاة) : ١/ ١٠٥) ، وسنن النسائي باب الرؤية: ٤/ ٣٢٢، وابن ماجه المقدمة حديث رقم ١٧٧- ١٨٠، ومسلم، كتاب الايمان حديث رقم ٢٩٩- ٣٠٢، كتاب الزهد حديث رقم ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>