للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: سيدي (يوآب) وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء، وانا آتى الى بيتي لآكل واشرب واضطجع مع امراتى، وحياتك لا افعل هذا الأمر.

فلما يئس داود من التمويه اقامه عنده اليوم ودعاه فأكل عنده وشرب واسكره، وفى الصباح كتب داود الى يوآب: اجعلوا أوريا فى وجه الحرب الشديدة، وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. وقد فعل يوآب ذلك فقتل أوريا، وأرسل الى داود يخبره بذلك، فضم داود امراة أوريا الى بيته وصارت امراة له بعد انتهاء مناحتها على بعلها.

وفى الاصحاح الاول من إنجيل متى: ان سليمان بن داود ولد من تلك المراة.

(فتامل كيف تجرا هذا الواضع على الله؟ وكيف تصح نسبة هذا الفعل الى من له ادنى غيرة وحمية، فضلا عن انه نبى من أنبياء الله؟ وكيف يجتمع هذا مع ما فى إنجيل لوقا من ان المسيح يجلس على كرسي داود أبيه؟!!) «٥٨» .

وأظنك ترى الشبه واضحا بين ما ورد فى كتب العهد القديم: فى سفر صمويل وما ورد فى تفسير مقاتل، فليس هناك فارق سوى ان سفر صمويل اتهم داود بالزنا مع امراة أوريا وان مقاتل جعله يحتال على قتل زوجها ليظفر بها، وكلاهما افتراء على أنبياء الله.

وسفر صمويل من اسفار العهد القديم.

وفى العهد القديم غير التوراة سفر يوشع. ثم سفر القضاة، ثم اربعة اسفار الملوك: الاول فى اخبار شمويل او سمويل او صمويل، والثاني فى ذكر داود والثالث والرابع فى سليمان بن داود ومن ملك بنى إسرائيل من بعده «٥٩» .

١٣- ويطول بنا القول لو ذهبنا نذكر جميع الاسرائيليات التي أوردها مقاتل وقبلها فى تفسيره، ولكني أحب ان أنبه على ان كثيرا من المفسرين قد اغتروا بوجود هذه القصص فى كتب العهد القديم والجديد، فنقلوه بجوار تفسيرهم للاستشهاد لا للاعتضاد، فجاء من بعدهم وظنها من تفسير القرآن. او انها راى للمفسر فى الآية.

ومع ورود النهى الشديد عن تصديق اهل الكتاب او تكذيبهم، فيما لا نعرف صحته من باطله، ووجوب تكذيبهم فيما نعرف كذبه، وتصديقهم فيما نعرف صدقه- رأينا بعض المفسرين يصدقونهم فيما صح عندنا كذبه، وما ثبت لنا عن المعصوم صلى الله عليه وسلم انه باطل وافتراء.


(٥٨) ابو القاسم الموسوي الخوئى: البيان فى تفسير القرآن: ١/ ٣٨ المطبعة العلمية بالنجف.
(٥٩) ضحى الإسلام: ١/ ٣٢٩ ط ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>