٤- ان تفسير مقاتل بن سليمان (المتوفى سنة ١٥٠ هـ) اسبق من تفسير الفراء بأكثر من نصف قرن.
وبقي بعد ذلك هذا السؤال: من هو أول من دون التفسير؟، فرجحت ان تدوين التفسير سابق على مقاتل بادلة تقدم بعضها.
ثم فرقت بين رجل دون التفسير بطريق النقل عن السابقين، ورجل فسر القرآن وأبدع التأليف فى التفسير.
وفى رأيي ان تفسير مقاتل هو أول تفسير كامل لكل آيات القرآن، كما انه أول تفسير فنى يشرح كل آية ويوضحها، وذكرت ان مقاتلا كان من أوائل من كتبوا فى علوم القرآن وأوردت اسماء كتبه فى ذلك.
وأخيرا سجلت حقيقتين هما:
١- ان مقاتلا أول من فسر القرآن تفسيرا عقليا كاملا.
٢- وانه من أوائل من كتب فى علوم القرآن كتابة جامعة.
اما الباب الرابع، فكان للكلام عن مقاتل وعلم الكلام.
وقد تحدثت فى الفصل الاول منه عن اتهام مقاتل بالتشبيه والتجسيم. ورددت على هذا الاتهام.
اما الفصل الثاني فقد درست فيه دراسة احصائية تفسير مقاتل لآيات الصفات فى ضوء اتهامه بالتشبيه والتعطيل، وكانت النتيجة ان برىء مقاتل من التشبيه فى آيات الوجه واليد والعين.
واما الفصل الثالث، فيبدأ بإحصاء عن الآيات التي فسرها مقاتل تفسيرا يفيد التجسيم والتشبيه، وهي آيات الاستواء والكرسي والعرش وغيرها.
ثم عرض لآراء المفسرين واللغويين وأئمة السلف والخلف فيها، وبينت الرأي الذي نختاره فى ضوء ذلك.
واما الفصل الرابع فكان للتعقيب على ما سبق، فذكرت ان قول مقاتل بان الله لحم ودم قول تفردت به كتب الفرق. وان تفسير مقاتل خلا خلوا تاما من هذا القول. ومن ثم استبعدت نسبته الى مقاتل، فان بعض كتب الفرق كانت تروى كلام الخصوم بشيء من المبالغة، تنفيرا للناس من مذهبهم الفاسد.
ثم تحدثت عن رؤية الله عند مقاتل، وبينت انه ممن يثبتون انه ممن يثبتون رؤية الله.
وتكلمت عن اتهام مقاتل بالارجاء، ورجحت انه من مرجئة السنة لا من مرجئة البدعة. وبذلك ينتهى القسم الاول من الدراسة.