للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لآدم وحواء هَمٌّ غَيْر الَّذِي فِي بطنها فجعلا يدعوان اللَّه «دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما» «١» لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً يَقُولان: لئن أعطيتنا هَذَا الولد سويا صَالِح الخلق لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ- ١٨٩- فى هذه النعمة فولدت سويا صالحا فجاءها إبليس وهي لا تعرفه فَقَالَ: لم لا تسميه بي كَمَا وعدتني. قَالَتْ: عَبْد الحرث فكذبها. فسمته عَبْد الْحَارِث فرضي به آدم، فمات الولد. فذلك قوله: فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً يعني أعطاهما الولد صَالِح الخلق جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ يعني إبليس شريكا فِي الاسم سمته عَبْد الْحَارِث «٢» فكان الشرك فِي الطاعة من غَيْر عبادة وَلَم يَكُنْ شركا فِي عبادة ربهم ثم انقطع الكلام، فذكر كفار مكة فرجع إلى أول الآية فقال الله:

فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ- ١٩٠- يَقُولُ ارتفع عظمة اللَّه عما يشرك مشركو مكة ثُمّ قَالَ: أَيُشْرِكُونَ الآلهة مَعَ اللَّه يعني: اللات، والعزى، ومناة، والآلهة. مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً ذبابا وَلا غيره وَهُمْ يُخْلَقُونَ- ١٩١- يعني الآلهة يعني يصنعونها بأيديهم، وينحتونها فهي لا تخلق شيئًا ثُمّ قَالَ: وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً يَقُولُ لا تقدر الآلهة منع السوء إذا نزل بمن يعبدها من كفار مكة وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ- ١٩٢- يَقُولُ وَلا تمنع الآلهة من أراد بها سوءا فكيف تعبدون من هَذِهِ منزلته وتتركون عبادة ربكم ثُمّ قَالَ- للنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَإِنْ تَدْعُوهُمْ يعني كفار مكة إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ يعني النبي- صلى الله عليه وسلم- وحده سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ إلى الهدى أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ- ١٩٣- يعني ساكتون يعني النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنهم لا يتبعوكم ثُمّ أخبر عن الآلهة [١٤١ ا] فقال قل لكفار مكة:


(١) ما بين الأقواس « ... » ساقط من أ، ل.
(٢) فى اعبد الحرث.

<<  <  ج: ص:  >  >>