للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فألقى الله عليهم النعاس أمنة من الله ليذهب همهم، وأرسل السماء عليهم ليلا فأمطرت مطرا جوادا حتى سالت الأودية، وملؤوا الأسقية، وسقوا الإبل، واتخذوا الحياض، واشتدت الرملة، وكانت تأخذ إلى كعبي الرجال وكانت «بماعة» «١» المؤمنين رجال لم يكن معهم إلا فارسان: المقداد بن الأسود، وأبو مرثد الغنوي، وكان معهم ستة أدرع «٢» ، فأنزل الله «إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ» أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ من الأحداث، والجنابة وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ يعني الوسوسة التي ألقاها في قلوبكم والحزن وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ بالإيمان من تخويف الشيطان وَيُثَبِّتَ بِهِ يعني بالمطر الْأَقْدامَ- ١١- «إِذْ يُوحِي رَبُّكَ» «٣» ولما صف القوم أوحى الله- عز وجل- إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا فبشروا الَّذِينَ آمَنُوا بالنصر فكان الملك في صورة بشر في الصف الأول فيقول أبشروا فإنكم كثير وعددهم قليل فالله ناصركم [١٤٣ أ] . فيرى الناس أنه منهم، ثم قال: سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بتوحيد الله- عز وجل- يوم بدر، ثم علمهم كيف يصنعون فقال: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ يعني الرقاب تقول العرب لأضربن فوق رأسك يعني الرقاب وَاضْرِبُوا بالسيف مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ- ١٢- يعنى الأطراف لِكَ

الذي نزل بهم أَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ

يعنى عادوا الله ورسوله مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ

يعنى ومن يعاد الله


(١) فى أ: وكانت المؤمنين رجال، وبما أن المؤمنين اسم كان فيجب أن يكون مرفوعا فوجوده منصوبا أو مخفوضا دليل على أن مضافا كان هنا وسقط فزدت كلمة «جماعة» ليستقيم الكلام.
(٢) فى أ: أدع، أهـ: وأدرع جمع درع.
(٣) ساقطة من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>