للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا سفيان فترك أبو سفيان الطريق وأغز «١» على ساحل البحر فقدم مكة وسبق أبو جهل النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَنْ مَعَهُ من المشركين إلى ماء بدر، فلما التقوا قال أبو جهل: اللهم اقض بيننا وبين محمد «٢» ، اللهم أينا كان أحب إليك، وأرضى عندك فانصره. ففعل الله- عز وجل- ذلك، وهزم المشركين، وقتلهم، ونصر المؤمنين فأنزل الله في قول أبي جهل: «إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ» يقول إن تستنصروا فقد جاءكم النصر فقد نصرت من قلتم «٣» وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ من القتال وَإِنْ تَعُودُوا لقتالهم نَعُدْ عليكم بالقتل والهزيمة بما فعلنا ببدر وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً يعني جماعتكم شيئا وَلَوْ كَثُرَتْ فئتكم وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ- ١٩- فى النصر لهم قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا بتوحيد الله- عز وجل- أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فى أمر الغنيمة وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ يعني ولا تعرضوا عنه يعني أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم- وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ- ٢٠- المواعظ ثم وعظ المؤمنين فقال: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا الإيمان وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ- ٢١- يعني المنافقين ثم قال:

إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ عن الإيمان الْبُكْمُ يعني الخرس لا يتكلمون بالإيمان ولا يعقلون الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ- ٢٢- يعني ابن عبد الدار بن قصي، وأبو الحارث «٤» بن علقمة، وطلحة بن عثمان، وعثمان، وشافع، وأبو الجلاس،


(١) فى أ: وأخذ، ل: وأحز: أى أمعن السير وأسرع فيه من على ساحل البحر، وأغز على ساحل البحر بمعنى أسرع السير أيضا.
(٢) فى أ: زيادة (صلّى الله عليه وسلّم) وليس ذلك فى: ل.
(٣) فى أ: قاتلتم، ل: قلتم.
(٤) فى أ: الحرث.

<<  <  ج: ص:  >  >>