للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ... » إلى آيات منها «١» . ثم أخبر عن صلاتهم عند البيت فقال: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ يعني عند الكعبة الحرام إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً يعني بالتصدية الصفير والتصفية، وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من بني عبد الدار ابن قصي من المشركين عن يمين النبي- صلى الله عليه وسلم- فيصفران كما يصفر المكاء، يعني به طيرا اسمه المكاء، ورجلان عن يسار النبي- صلى الله عليه وسلم- فيصفقان بأيديهما ليخلطا على النبي- صلى الله عليه وسلم- صلاته وقراءته فقتلهم الله ببدر هؤلاء الأربعة ولهم يقول الله ولبقية بنى عبد الدار:

فَذُوقُوا الْعَذابَ يعني القتل ببدر بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ- ٣٥- بتوحيد الله- عز وجل- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ وذلك أن رؤوس كفار قريش استأجروا رجالا من قبائل العرب أعوانا لهم على قتال النبي- صلى الله عليه وسلم- فأطعموا أصحابهم كل يوم عشر جزائر «٢» ويوما تسعة «٣» . فنزلت:

«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ» لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يعني عن دين الله فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يعني ندامة ثُمَّ يُغْلَبُونَ يقول تكون عليهم أموالهم التي أنفقوها ندامة على إنفاقهم ثم يهزمون [١٤٥ ب] ثم أخبر بمنزلتهم في الآخرة فقال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بتوحيد الله إِلى جَهَنَّمَ


(١) يشير إلى الآيات الأولى من سورة المعارج وهي «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ، لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ، مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ، تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً» الآيات من ١- ٧ سورة المعارج.
(٢) جمع جزور، ويجمع جزور على جزر أيضا.
(٣) وفى أ: ويوم تسعة، ل: ويوما تسعة، والمقصود أن كفار مكة كانوا يطعمون الجيش يوما عشر جزر ويوما تسعة جزر.

<<  <  ج: ص:  >  >>