للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا بتوحيد الله- عز وجل- إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً يعني كفار مكة ببدر فَاثْبُتُوا لهم وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ يعنى لكي تُفْلِحُونَ- ٤٥- وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فيما أمركم به في أمر القتال وَلا تَنازَعُوا يقول ولا تختلفوا عند القتال فَتَفْشَلُوا يعني فتجبنوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ يعني الصبا

لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور»

وَاصْبِرُوا لقتال عدوكم إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ- ٤٦- يعني في النصر للمؤمنين على الكافرين بذنوبهم وبعملهم، ثم وعظ المؤمنين فقال: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ ليذكروا بمسيرهم يعني ابن أمية، وابن المغيرة المخزومي، وذلك أنهم كانوا رءوس المشركين في غزوهم بدر فقال أبو جهل حين نجت العير وسارت إلى مكة فأشاروا عليه بالرجعة قال «١» : لا نرجع حتى ننزل على بدر فننحر الجزر، ونشرب الخمر، وتعزف علينا القيان «٢» ، فتسمع العرب بمسيرنا.

فذلك قوله [١٤٦ ب] «بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ» ليذكروا بمسيرهم وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يقول ويمنعون أهل مكة عن دين الإسلام وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ- ٤٧- أحاط علمه بأعمالهم وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وذلك أنه بلغهم أن العير قد نجت فأرادوا الرجوع إلى مكة فأتاهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جشعم الكناني من بني مدلج بن الحارث «٣» . فقال: لا ترجعوا حتى تستأصلوهم فإنكم كثير وعدوكم


(١) فى أ: فقال.
(٢) فى أ: القبائل، ل: القيان.
(٣) فى أ: الحرث، ل: الحارث.

<<  <  ج: ص:  >  >>