للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- من بني سلمة بن جشم-: يا رسول الله قد علمت الأنصار حرصي على النساء وإعجابي بهن وإني أخاف أن أفتتن بهن فأذن لي ولا تفتني ببنات الأصفر وإنما اعتلَّ بذلك كراهية الغزو فأنزل الله- عز وجل «وَمِنْهُمْ» يعني من المنافقين «مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي» يقول الله: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا يقول ألا في الكفر وقعوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ- ٤٩- ثم أخبر عنهم وعن المتخلفين بغير عذر فقال: إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ يعني: الغنيمة في غزاتك يوم بدر تسوءهم وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ بلاء من العدو يوم أحد، وهزيمة، وشدة، يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا في القعود مِنْ قَبْلُ أن تصبك «١» مصيبة وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ- ٥٠- لما أصابك من شدة يقول الله لنبيه- صلى الله عليه وسلم-: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنا من شدة أو رخاء هُوَ مَوْلانا يعني ولينا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ- ٥١- يعنى وبالله [١٥٥ أ] فليثق الواثقون قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إما الفتح والغنيمة في الدنيا، وإما شهادة فيها الجنة في الآخرة والرزق وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ العذاب والقتل أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ عذاب بِأَيْدِينا فنقتلكم فَتَرَبَّصُوا بنا الشر إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ- ٥٢- بكم العذاب قُلْ يا محمد للمنافقين أَنْفِقُوا طَوْعاً من قبل أنفسكم أَوْ كَرْهاً مخافة القتل لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ النفقة إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ- ٥٣- يعني عصاة وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ بالتوحيد وَكفروا «بِرَسُولِهِ» «٢»


(١) فى أ: تصبيك.
(٢) ساقطة من أومثبتة فى حاشية أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>