للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى راعيا، أما كان داود راعيا. فذهب أبو الخواص فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: احذروا هذا وأصحابه فإنهم منافقون، فأنزل الله «وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ»

يعنى يطعن عليك بأنك لم تعدل في القسمة فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ- ٥٨- وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتاهُمُ يعني ما أعطاهم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ يعنى سيغنينا الله مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ فيها تقديم إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ- ٥٩- ثم أخبر عن أبي الخواص أن غير أبي الخواص أحق منه بالصدقة وبين أهلها فقال:

إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ الذين [١٥٥ ب] لا يسألون الناس وَالْمَساكِينِ الذين يسألون الناس وَالْعامِلِينَ عَلَيْها يعطون مما جبوا من الصدقات على قدر ما جبوا من الصدقات وعلى قدر ما شغلوا به أنفسهم عن حاجتهم وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ يتألفهم بالصدقة يعطيهم منها منهم أبو سفيان، وعيينة بن حصن، وسهل ابن عمرو، وقد انقطع حتى المؤلفة اليوم إلا أن ينزل قوم منزلة أولئك فإن أسلموا أعطوا من الصدقات تتألفهم «١» بذلك ليكونوا دعاة إلى الدين وَفِي الرِّقابِ يعني وفي فك الرقاب يعني أعطوا المكاتبين وَالْغارِمِينَ وهو الرجل يصيبه غرم في ماله من غير فساد ولا معصية وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ يعني في الجهاد يعطى على قدر ما يبلغه في غزاته وَابْنِ السَّبِيلِ يعني المسافر المجتاز وبه حاجة يقول: فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ لهم هذه القسمة لأنهم أهلها وَاللَّهُ عَلِيمٌ بأهلها حَكِيمٌ- ٦٠- حكم قسمتها

وقال النبي- صلى الله عليه وسلم- لا تحل الصدقة لمحمد، ولا لأهله، ولا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي: يعني القوي الصحيح.

وكان المؤلفة قلوبهم: ثلاثة عشر رجلا، منهم أبو سيفان بن حرب بن أمية،


(١) فى أ: تألفهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>