اليهودي من الشام أبو حنظلة- غسيل الملائكة، قلنا له: بنيناه لتكون إمامنا فيه فذلك قوله: وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ يعني أبا عامر الذي كان يسمى الراهب لأنه كان يتعبد ويلتمس العلم فمات كافرا بقنسرين لدعوة النبي- صلى الله عليه وسلم-،
وأنهم أتوا النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يبعد علينا المشي [١٦٠ ب] إلى الصلاة «فأذن لنا في بناء مسجد فأذن لهم «١» ففرغوا» منه يوم الجمعة فقالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم-: من يؤمهم؟
قال رجل منهم. فأمر مجمع بن حارثة أن يؤمهم فنزلت هذه الآية
وحلف مجمع ما أردنا ببناء المسجد إلا الخير فأنزل الله- عز وجل- في مجمع وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ- ١٠٧- فيما يحلفون لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً يعني في مسجد المنافقين، إلى الصلاة أبدا فكان النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يصلي فيه ولا يمر عليه ويأخذ غير ذلك الطريق وكان قبل ذلك يصلي فيه ثم قال: لَمَسْجِدٌ يعني مسجد قباء وهو أول مسجد بني بالمدينة أُسِّسَ يعني بني عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ يعني أول مرة أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ إلى الصلاة لأنه كان بني من قبل مسجد المنافقين، ثم قال: فِيهِ رِجالٌ يعني فى مسجد قباء يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا من الأحداث والجنابة وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ- ١٠٨- نزلت في الأنصار
فلما نزلت هذه الآية انطلق النبي- صلى الله عليه وسلم- حتى قام على باب مسجد قباء وفيه المهاجرون والأنصار. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- لأهل المسجد:
أمؤمنون أنتم؟ فسكتوا فلم يجيبوه. ثم قال ثانية: أمؤمنون أنتم؟ قال عمر
(١) فى أ: «إلى الصلاة فأذن لنا فأذن لهم فى بناء المسجد» ، ل: «إلى الصلاة فأذن لنا في بناء مسجد، ففرغوا ... » .